نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 765
(1) - الأثر أي اتبعته و منه اشتق القصاص و القصص الخبر الذي تتابع فيه المعاني و التولي عن الحق اعتقاد خلافه لأنه كالإدبار عنه بعد الإقبال عليه و أصل التولي كون الشيء يلي غيره من غير فصل بينه و بينه و الإفساد إيقاع الشيء على خلاف ما توجبه الحكمة و الإصلاح إيقاعه على ما توجبه الحكمة و الفرق بين الفساد و القبيح أن الفساد تغيير عن المقدار الذي تدعو إليه الحكمة و ليس كذلك القبيح لأنه ليس فيه معنى المقدار و إنما هو ما تزجر عنه الحكمة كما أن الحسن ما تدعو إليه الحكمة .
الإعراب
«مََا مِنْ إِلََهٍ إِلاَّ اَللََّهُ» دخول من فيه لعموم النفي لكل إله غير الله و إنما أفادت من هذا المعنى لأن أصلها لابتداء الغاية فدلت على استغراق النفي لابتداء الغاية إلى انتهائها و قوله «لَهُوَ» يجوز أن يكون هو فصلا و يسميه الكوفيون عمادا فلا يكون له موضع من الإعراب و يكون «اَلْقَصَصُ» خبر إن و يجوز أن يكون مبتدأ و القصص خبره و الجملة خبر إن.
المعنى
«إِنَّ هََذََا لَهُوَ اَلْقَصَصُ اَلْحَقُّ» معناه أن هذا الذي أوحينا إليك في أمر عيسى (ع) و غيره لهو الحديث الصدق فمن خالفك فيه مع وضوح الأمر فهو معاند «وَ مََا مِنْ إِلََهٍ إِلاَّ اَللََّهُ» أي و ما لكم أحد يستحق إطلاق اسم الإلهية إلا الله و أن عيسى ليس بإله كما زعموا و إنما هو عبد الله و رسوله و لو قالوا ما إله إلا الله بغير «مِنْ» لم يفد هذا المعنى «وَ إِنَّ اَللََّهَ لَهُوَ اَلْعَزِيزُ» أي القادر على الكمال «اَلْحَكِيمُ» في الأقوال و الأفعال و التقدير و التدبير} «فَإِنْ تَوَلَّوْا» أي فإن أعرضوا عن اتباعك و تصديقك و عما أتيت به من الدلالات و البينات «فَإِنَّ اَللََّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ» أي بمن يفسد من خلقه فيجازيهم على إفسادهم و إنما ذكر ذلك على جهة الوعيد و إلا فإنه تعالى عليم بالمفسد و المصلح جميعا و نظيره قول القائل لغيره أنا عالم بشرك و فسادك و قيل معناه أنه عليم بهؤلاء المجادلين بغير حق و بأنهم لا يقدمون على مباهلتك لمعرفتهم بنبوتك.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 765