responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 749

749

(1) - يُبَشِّرُكِ» يخبرك بما يسرك «بِكَلِمَةٍ مِنْهُ» فيه قولان أحدهما أنه المسيح سماه كلمة عن ابن عباس و قتادة و جماعة من المفسرين و إنما سمي بذلك لأنه كان بكلمة من الله من غير والد و هو قوله كُنْ فَيَكُونُ يدل عليه قوله‌ إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ََ عِنْدَ اَللََّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ الآية و قيل سمي بذلك لأن الله بشر به في الكتب السالفة كما يقال الذي يخبرنا بالأمر إذا خرج موافقا لأمره قد جاء كلامي فمما جاء من البشارة به في التوراة أتانا الله من سيناء و أشرق من ساعير و استعلن من جبال فاران و ساعير هو الموضع الذي بعث منه المسيح و قيل لأن الله يهدي به كما يهدي بكلمته و القول الثاني أن الكلمة بمعنى البشارة كأنه قال ببشارة منه ولد «اِسْمُهُ اَلْمَسِيحُ » فالأول أقوى و يؤيده قوله‌ إِنَّمَا اَلْمَسِيحُ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اَللََّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقََاهََا إِلى‌ََ مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ و إنما ذكر الضمير في اسمه و هو عائد إلى الكلمة لأنه واقع على مذكر فذهب إلى المعنى و اختلف في أنه لم سمي بالمسيح فقيل لأنه مسح بالبركة و اليمن عن الحسن و قتادة و سعيد و قيل لأنه مسح بالتطهير من الذنوب و قيل لأنه مسح بدهن زيت بورك فيه و كانت الأنبياء تمسح به عن الجبائي و قيل لأنه مسحه جبرائيل بجناحه وقت ولادته ليكون عوذة من الشيطان و قيل لأنه كان يمسح رأس اليتامى لله و قيل لأنه كان يمسح عين الأعمى فيبصر عن الكلبي و قيل لأنه كان لا يمسح ذا عاهة بيده إلا برأ عن ابن عباس في رواية عطا و الضحاك و قال أبو عبيدة هو بالسريانية مشيحا فعربته العرب « عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ » نسبة إلى أمه ردا على النصارى قولهم إنه ابن الله «وَجِيهاً» ذا جاه و قدر و شرف «فِي اَلدُّنْيََا وَ اَلْآخِرَةِ وَ مِنَ اَلْمُقَرَّبِينَ» إلى ثواب الله و كرامته‌} «وَ يُكَلِّمُ اَلنََّاسَ فِي اَلْمَهْدِ» أي صغيرا و المهد الموضع الذي يمهد لنوم الصبي و يعني بكلامه في المهد قوله‌ إِنِّي عَبْدُ اَللََّهِ آتََانِيَ اَلْكِتََابَ الآية و وجه كلامه في المهد أنه تبرئة لأمه مما قذفت به و جلالة له بالمعجزة التي ظهرت فيه‌ «وَ كَهْلاً» أي و يكلمهم كهلا بالوحي الذي يأتيه من الله أعلمها الله تعالى أنه يبقى إلى حال الكهولة و في ذلك إعجاز لكون المخبر على وفق الخبر و قيل إن المراد به الرد على النصارى بما كان فيه من التقلب في الأحوال لأن ذلك مناف لصفة الإله «وَ مِنَ اَلصََّالِحِينَ» أي و من النبيين مثل إبراهيم و موسى و قيل إن المراد بالآية و يكلمهم في المهد دعاء إلى الله و كهلا بعد نزوله من السماء ليقتل الدجال و ذلك لأنه رفع إلى السماء و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة و ذلك قبل الكهولة عن زيد بن أسلم و في ظهور المعجزة في المهد قولان (أحدهما) أنها كانت مقرونة بنبوة المسيح لأنه تعالى أكمل عقله في تلك الحال و جعله نبيا و أوحى إليه بما تكلم به عن الجبائي و قيل كان ذلك على التأسيس و الإرهاص‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 749
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست