نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 740
(1) - و جرت أقلامهم مع جرية الماء فذهب بها الماء عن السدي فسهمهم زكريا و قرعهم و كان رأس الأحبار و نبيهم فذلك قوله «وَ كَفَّلَهََا زَكَرِيََّا » و زكريا كان من ولد سليمان بن داود و فيه ثلاث لغات المد و القصر و زكري مشدد قالوا فلما ضم زكريا مريم إلى نفسه بنى لها بيتا و استرضع لها فقال محمد بن إسحاق ضمها إلى خالتها أم يحيى حتى إذا شبت و بلغت مبلغ النساء بنى لها محرابا في المسجد و جعل بابه في وسطها لا يرقى إليها إلا بسلم مثل باب الكعبة و لا يصعد إليها غيره و كان يأتيها بطعامها و شرابها و دهنها كل يوم «كُلَّمََا دَخَلَ عَلَيْهََا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرََابَ وَجَدَ عِنْدَهََا رِزْقاً» يعني وجد زكريا عندها فاكهة في غير حينها فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف غضا طريا عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و السدي و قيل أنها لم ترضع قط و إنما كان يأتيها رزقها من الجنة عن الحسن «قََالَ يََا مَرْيَمُ أَنََّى لَكِ هََذََا» يعني قال لها زكريا كيف لك و من أين لك هذا كالمتعجب منه «قََالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اَللََّهِ» أي من الجنة و هذه تكرمة من الله تعالى لها و إن كان ذلك خارقا للعادة فإن عندنا يجوز أن تظهر الآيات الخارقة للعادة على غير الأنبياء من الأولياء و الأصفياءو من منع ذلك من المعتزلة قالوا فيه قولين (أحدهما) أن ذلك كان تأسيسا لنبوة عيسى عن البلخي (و الآخر) أنه كان بدعاء زكريا لها بالرزق في الجملة و كانت معجزة له عن الجبائي «إِنَّ اَللََّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشََاءُ بِغَيْرِ حِسََابٍ» تقدم تفسيره.
النظم
و وجه اتصالها بما تقدم أن يكون حكاية لقول مريم و على هذا يكون معنى قوله «بِغَيْرِ حِسََابٍ» الاستحقاق على العمل لأنه تفضل يبتدئ به من يشاء من خلقه و يحتمل أن يكون إخبارا من الله تعالى على الاستئناف.
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم فناداه الملائكة على التذكير و الإمالة و الباقون «فَنََادَتْهُ» على التأنيث و قرأ ابن عامر و حمزة إن الله بكسر الهمزة و الباقون بفتحها و قرأ حمزة
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 740