نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 730
(1) - و عند أوليائه المؤمنين دون أعدائه الكافرين فقال «لاََ يَتَّخِذِ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلْكََافِرِينَ أَوْلِيََاءَ» أي لا ينبغي للمؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء لنفوسهم و أن يستعينوا بهم و يلتجئوا إليهم و يظهروا المحبة لهم كما قال في عدة مواضع من القرآن نحو قوله «لاََ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوََادُّونَ مَنْ حَادَّ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» الآية و قوله «لاََ تَتَّخِذُوا اَلْيَهُودَ وَ اَلنَّصََارىََ أَوْلِيََاءَ و لاََ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيََاءَ» و قوله «مِنْ دُونِ اَلْمُؤْمِنِينَ» معناه يجب أن يكون الموالاة مع المؤمنين و هذا نهي عن موالاة الكفار و معاونتهم على المؤمنين و قيل نهي عن ملاطفة الكفار عن ابن عباس و الأولياء جمع الولي و هو الذي يلي أمر من ارتضى فعله بالمعونة و النصرة و يجري على وجهين (أحدهما) المعين بالنصرة (و الآخر) المعان فقوله تعالى «اَللََّهُ وَلِيُّ اَلَّذِينَ آمَنُوا» معناه معينهم بنصرته و يقال المؤمن ولي الله أي معان بنصرته و قوله «وَ مَنْ يَفْعَلْ ذََلِكَ» معناه من اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين «فَلَيْسَ مِنَ اَللََّهِ فِي شَيْءٍ» أي ليس هو من أولياء الله و الله بريء منهو قيل ليس هو من ولاية الله تعالى في شيء و قيل ليس من دين الله في شيء ثم استثنى فقال «إِلاََّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقََاةً» و المعنى إلا أن يكون الكفار غالبين و المؤمنون مغلوبين فيخافهم المؤمن إن لم يظهر موافقتهم و لم يحسن العشرة معهم فعند ذلك يجوز له إظهار مودتهم بلسانه و مداراتهم تقية منه و دفعا عن نفسه من غير أن يعتقد ذلك و في هذه الآية دلالة على أن التقية جائزة في الدين عند الخوف على النفس و قال أصحابنا إنها جائزة في الأحوال كلها عند الضرورة و ربما وجبت فيها لضرب من اللطف و الاستصلاح و ليس تجوز من الأفعال في قتل المؤمن و لأن يعلم أو يغلب على الظن أنه استفساد في الدين قال المفيد أنها قد تجب أحيانا و تكون فرضا و يجوز أحيانا من غير وجوب و تكون في وقت أفضل من تركها و قد يكون تركها أفضل و إن كان فاعلها معذورا و معفوا عنه متفضلا عليه بترك اللوم عليها و قال الشيخ أبو جعفر الطوسي (قده) ظاهر الروايات تدل على أنها واجبة عند الخوف على النفس و قد روي رخصة في جواز الإفصاح بالحق عنده و روى الحسن أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين من أصحاب رسول الله ص فقال لأحدهما أ تشهد أن محمدا رسول الله قال نعم قال أ فتشهد أني رسول الله فقال نعم ثم دعا بالآخر فقال أ تشهد أن محمدا رسول الله قال نعم ثم قال أ فتشهد أني رسول الله فقال إني أصم قالها ثلاثا كل ذلك يجيبه بمثل الأول فضرب عنقه فبلغ ذلك رسول الله فقال أما ذلك المقتول فمضى على صدقه و يقينه و أخذ بفضله فهنيئا له و أما الآخر فقبل رخصة الله فلا تبعة عليه فعلى هذا تكون التقية رخصة و الإفصاح بالحق فضيلة و قوله «وَ يُحَذِّرُكُمُ اَللََّهُ نَفْسَهُ» يعني إياه فوضع نفسه مكان إياه و معناه و يحذركم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 730