responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 716

(1) - أحد الشيئين أن يسد مسد الآخر فيما يرجع إلى ذاته و البغي طلب الاستعلاء بالظلم و أصله من بغيت الحاجة إذا طلبتها .

الإعراب‌

قيل في نصب قائما قولان (أحدهما) أنه حال من اسم الله تعالى مؤكدة لأن الحال المؤكدة يقع مع الأسماء في غير الإشارة تقول أنه زيد معروفا و هو الحق مصدقا و شهد الله قائما بالقسط أي قائما بالعدل (و الثاني) أنه حال من هو من قوله «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» و بغيا نصب على وجهين (أحدهما) على أنه مفعول له و المعنى «وَ مَا اِخْتَلَفَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ» للبغي بينهم مثل حذر الشر و نحو ذلك و قيل أنه منصوب بما دل عليه و ما اختلف كأنه لما قيل «وَ مَا اِخْتَلَفَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ» دل على (و ما بغى الذين أوتوا الكتاب) فحمل بغيا عليه.

المعنى‌

لما قدم تعالى ذكر أرباب الدين أتبعه بذكر أوصاف الدين فقال «شَهِدَ اَللََّهُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» أي أخبر الله بما يقوم مقام الشهادة على وحدانيته من عجيب صنعته و بديع حكمته‌و قيل معنى شهد الله قضى الله عن أبي عبيدة قال الزجاج و حقيقته علم الله و بين ذلك فإن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه و منه شهد فلان عند القاضي أي بين ما علمه فالله تعالى قد دل على توحيده بجميع ما خلق و بين أنه لا يقدر أحد أن ينشئ شيئا واحدا مما أنشأه «وَ اَلْمَلاََئِكَةُ» أي و شهدت الملائكة بما عاينت من عظيم قدرته «وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ» أي و شهد أولوا العلم بما ثبت عندهم و تبين من صنعه الذي لا يقدر عليه غيره و روي عن الحسن أن في الآية تقديما و تأخيرا و التقدير شهد الله أنه لا إله إلا هو «قََائِماً بِالْقِسْطِ» و شهدت الملائكة أنه لا إله إلا هو قائما بالقسط و شهد أولوا العلم أنه «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» قائما بالقسط و القسط العدل الذي قامت به السماوات و الأرض و رواه أصحابنا أيضا في التفسير و أولوا العلم هم علماء المؤمنين عن السدي و الكلبي و قيل معنى قوله «قََائِماً بِالْقِسْطِ» أنه يقوم بإجراء الأمور و تدابير الخلق و جزاء الأعمال بالعدل كما يقال فلان قائم بالتدبير أي يجري أفعاله على الاستقامة و إنما كرر قوله «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» لأنه بين بالأول أنه المستحق للتوحيد لا يستحقه سواه‌و بالثاني أنه القائم برزق الخلق و تدبيرهم بالعدل لا ظلم في فعله «اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ» من تفسيره و تضمنت الآية الإبانة عن فضل العلم و العلماء لأنه تعالى قرن العلماء بالملائكة و شهادتهم بشهادة الملائكة و خصهم بالذكر كأنه لم يعتد بغيرهم و المراد بهذا العلم التوحيد و ما يتعلق به من علوم الدين لأن الشهادة وقعت عليه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 716
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست