نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 708
(1) - ابن جني أن أريت و أرى أقوى في اليقين من رأيت تقول أرى أن سيكون كذا أي هذا غالب ظني و أرى أن سيكون كذا أي أعلمه و أتحققه .
اللغة
قد ذكرنا معنى الفئة عند قوله كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً و الالتقاء و التلاقي و الاجتماع واحد و الأيد القوة و منه قوله تعالى « دََاوُدَ ذَا اَلْأَيْدِ» يقال أدته أئيده أيدا أي قويته و أيدته أؤيده تأييدا بمعناه و العبرة الآية يقال اعتبرت بالشيء اعتبارا و عبرة و العبور النفوذ من أحد الجانبين إلى الآخر و سميت الآية عبرة لأنه يعبر عنها من منزل العلم إلى منزل الجهل و المعتبر بالشيء تارك جهله و واصل إلى علمه بما رأى و العبارة الكلام يعبر بالمعنى إلى المخاطب و العبارة تفسير الرؤيا و التعبير وزن الدراهم و غيرها و العبرة الدمعة و أصل الباب النفوذ .
الإعراب
قوله «فِئَةٌ» تحتمل ثلاثة أوجه من الإعراب الرفع على الاستئناف بتقدير منهم فئة كذا و أخرى كذا و الجر على البدل و النصب على الحال كقول كثير :
و كنت كذي رجلين رجل صحيحة # و رجل رمى فيها الزمان فشلت
أنشد بالرفع و الجر و قال ابن مفرغ :
و كنت كذي رجلين رجل صحيحة # و رجل رماها صائب الحدثان
فأما التي صحت فأزد شنوءة # و أما التي شلت فأزد عمان
و قال آخر:
إذا مت كان الناس صنفين شامت # و آخر مئن بالذي كنت أصنع
و لا يجوز أن يقول مررت بثلاثة صريع و جريح بالجر لأنه لم يستوف العدة و يجوز بالرفع على تقدير منهم صريع و منهم جريح فإن قلت مررت بثلاثة صريع و جريح و سليم جاز الرفع و الجر فإن زدت فيه اقتتلوا جاز الأوجه الثلاثة و القراءة بالرفع لا غير و قوله «رَأْيَ اَلْعَيْنِ» يجوز أن يكون مصدرا ليرى و العين في موضع الرفع بأنه الفاعل و يجوز أن يكون ظرفا للمكان كما يقول ترونهم أمامكم.
النزول
نزلت الآية في قصة بدر و كان المسلمون ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا على
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 708