responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 703

(1) -

المعنى‌

«رَبَّنََا لاََ تُزِغْ قُلُوبَنََا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنََا» هذه حكاية عن قول الراسخين في العلم الذين ذكرهم الله في الآية الأولى و ذكر في تأويله وجوه (أحدها) إن معناه لا تمنعنا لطفك الذي معه تستقيم القلوب فتميل قلوبنا عن الإيمان بعد إذ وفقتنا بألطافك حتى هديتنا إليك و هذا دعاء بالتثبيت على الهداية و الأمداد بالألطاف و التوفيقات و يجري مجرى قولهم اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا و المعنى لا تخل بيننا و بين من لا يرحمنا فيسلط علينا فكأنهم قالوا لا تخل بيننا و بين نفوسنا بمنعك التوفيق و الألطاف عنا فنزيغ و نضل و إنما يمنع ذلك بسبب ما يكتسبه العبد من المعصية و يفرط فيه من التوبةكما قال‌ فَلَمََّا زََاغُوا أَزََاغَ اَللََّهُ قُلُوبَهُمْ (و ثانيها) إن معناه لا تكلفنا من الشدائد ما يصعب علينا فعله و تركه فتزيغ قلوبنا بعد الهداية و نظيره‌ فَلَمََّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ اَلْقِتََالُ تَوَلَّوْا فأضافوا ما يقع من زيغ القلوب إليه سبحانه لأن ذلك يكون عند تشديده تعالى المحنة عليهم كما قال سبحانه فَزََادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ و فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعََائِي إِلاََّ فِرََاراً (و ثالثها) ما قاله أبو علي الجبائي إن المراد لا تزغ قلوبنا عن ثوابك و رحمتك و هو ما ذكره الله من الشرح و السعة بقوله‌ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاََمِ و ذكر أن ضد هذا الشرح هو الضيق و الحرج اللذان يفعلان بالكفار عقوبة و من ذلك التطهير الذي يفعله في قلوب المؤمنين و يمنعه الكافرين كما قال تعالى‌ أُولََئِكَ اَلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اَللََّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ و من ذلك كتابته الإيمان في قلوب المؤمنين كما قال أُولََئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ اَلْإِيمََانَ و ضد هذه الكتابةهي سمات الكفر التي في قلوب الكافرين فكأنهم سألوا الله أن لا يزيغ قلوبهم عن هذا الثواب إلى ضده من العقاب (و رابعها) أن الآية محمولة على الدعاء بأن لا يزيغ القلوب عن اليقين و الإيمان و لا يقتضي ذلك أنه تعالى سئل عما لو لا المسألة لجاز أن يفعله لأنه غير ممتنع أن يدعوه على سبيل الانقطاع إليه و الافتقار إلى ما عنده بأن يفعل ما نعلم أن يفعله و بأن لا يفعل ما نعلم أنه واجب أن لا يفعله إذا تعلق بذلك ضرب من المصلحة كما قال سبحانه‌ «قََالَ رَبِّ اُحْكُمْ بِالْحَقِّ» و قال‌ «رَبَّنََا وَ آتِنََا مََا وَعَدْتَنََا عَلى‌ََ رُسُلِكَ» و قال حاكيا عن إبراهيم وَ لاََ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ فإن قيل هلا جاز على هذا أن يقول (ربنا لا تظلمنا و لا تجر علينا) فالجواب إنما لم يجز ذلك لأن فيه تسخطا من السائل و إنما يستعمل ذلك فيمن جرت عادته بالجور و الظلم و ليس كذلك ما نحن فيه‌ «وَ هَبْ لَنََا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً» أي من عندك لطفا نتوصل به إلى الثبات على الإيمان إذ لا نتوصل إلى الثبات على الإيمان إلا بلطفك كما لا يتوصل إلى ابتدائه إلا بذلك و قيل نعمة «إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهََّابُ» المعطي للنعمة الذي شأنه الهبة و العطية} «رَبَّنََا» أي و يقولون يا سيدنا و خالقنا «إِنَّكَ جََامِعُ اَلنََّاسِ»

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 703
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست