responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 701

(1) - الذين عنوا بهذا فقيل عني به وفد نجران لما حاجوه في أمر عيسى و سألوه فقالوا أ ليس هو كلمة الله و روحا منه فقال بلى فقالوا حسبنا فأنزل الله «فَأَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مََا تَشََابَهَ مِنْهُ» يعني أنهم قالوا أن الروح ما فيه بقاء البدن فأجروه على ظاهره و المسلمون يحملونه على أن بقاء البدن كان في وقته به كما أن بقاء البدن بالروح و قد قامت الدلالة على أن القديم تعالى ليس بذي أجزاء و أعضاء و إنما يضاف الروح إليه تشريفا للروح كما يضاف البيت إليه ثم أنزل‌ إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ََ عِنْدَ اَللََّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرََابٍ عن الربيع و قيل هم اليهود طلبوا علم أكل هذه الأمة و استخرجه بحساب الجمل عن الكلبي و قيل هم المنافقون عن ابن جريح و قيل بل كل من احتج بالمتشابه لباطله فالآية فيه عامة كالحرورية و السبائية عن قتادة «وَ مََا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اَللََّهُ وَ اَلرََّاسِخُونَ فِي اَلْعِلْمِ» أي الثابتون في العلم الضابطون له المتقنون فيه و اختلف في نظمه و حكمه على قولين (أحدهما) أن الراسخون معطوف على الله بالواو على معنى أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله و إلا الراسخون في العلم فإنهم يعلمونه و «يَقُولُونَ» على هذا في موضع النصب على الحال و تقديره قائلين «آمَنََّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنََا» كقول ابن المفرغ الحميري :

الريح تبكي شجوة # و البرق يلمع في غمامة

أي و البرق يبكي أيضا لامعا في غمامة و هذا قول ابن عباس و الربيع و محمد بن جعفر بن الزبير و اختيار أبي مسلم و هو المروي عن أبي جعفر (ع) فإنه قال كان رسول الله أفضل الراسخين في العلم قد علم جميع ما أنزل الله عليه من التأويل و التنزيل و ما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله و هو و أوصياؤه من بعده يعلمونه كله‌ و مما يؤيده هذا القول أن الصحابة و التابعين أجمعوا على تفسير جميع آي القرآن و لم نرهم توقفوا على شي‌ء منه و لم يفسروه بأن قالوا هذا متشابه لا يعلمه إلا الله و كان ابن عباس يقول في هذه الآية أنا من الراسخين في العلم و القول الآخر أن الواو في قوله «وَ اَلرََّاسِخُونَ» واو الاستئناف فعلى هذا القول يكون تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى و الوقف عند قوله «وَ مََا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اَللََّهُ» و يبتدي «وَ اَلرََّاسِخُونَ فِي اَلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنََّا بِهِ» فيكون مبتدأ و خبرا و هذا قول عائشة و عروة بن الزبير و الحسن و مالك و اختيار الكسائي و الفراء و الجبائي و قالوا إن الراسخين لا يعلمون تأويله و لكنهم يؤمنون به فالآية راجعة على هذا التأويل إلى العلم بمدة أكل هذه الأمة و وقت قيام الساعة و فناء الدنيا و وقت طلوع الشمس من مغربها و نزول‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 701
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست