responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 686

(1) - بالدين فهذا باطل بلا خلاف.

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه حكم الوثيقة بالرهن عند عدم الوثيقة بالإشهاد فقال «وَ إِنْ كُنْتُمْ» أيها المتداينون المتبايعون «عَلى‌ََ سَفَرٍ» أي مسافرين «وَ لَمْ تَجِدُوا كََاتِباً» للصك و لا شهودا تشهدونهم «فَرِهََانٌ مَقْبُوضَةٌ» تقديره فالوثيقة رهن فيكون رهن خبر مبتدإ محذوف و يجوز أن يكون التقدير فرهان مقبوضة يقوم مقام الوثيقة بالصك و الشهود و القبض شرط في صحة الرهن فإن لم يقبض لم ينعقد الرهن بالإجماع «فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً» أي فإن أمن صاحب الحق الذي عليه الحق و وثق به و ائتمنه على حقه و لم يستوثق منه بصك و لا رهن «فَلْيُؤَدِّ اَلَّذِي اُؤْتُمِنَ» أي الذي عليه الحق «أَمََانَتَهُ» بأن لا يجحد حقه و لا يبخس منه شيئا و يؤديه إليه وافيا وقت محله من غير مطل و لا تسويف و أراد بقوله «أَمََانَتَهُ» أي ما اوتمن فيه فهو مصدر بمعنى المفعول «وَ لْيَتَّقِ اَللََّهَ رَبَّهُ» معناه و ليتق الذي عليه الحق عقوبة الله ربه فيما اؤتمن عليه بجحوده أو النقصان منه «وَ لاََ تَكْتُمُوا اَلشَّهََادَةَ» يعني بعد تحملها و هو خطاب للشهودو نهي لهم عن كتمان الشهادة إذا دعوا إليها «وَ مَنْ يَكْتُمْهََا» أي و من يكتم الشهادة مع علمه بالمشهود به و عدم ارتيابه فيه و تمكنه من أدائها من غير ضرر بعد ما دعي إلى إقامتها «فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ» أضاف الإثم إلى القلب و إن كان الآثم هو الجملة لأن اكتساب الإثم بكتمان الشهادة يقع بالقلب لأن العزم على الكتمان إنما يقع بالقلب و لأن إضافة الإثم إلى القلب أبلغ في الذم كما أن إضافة الإيمان إلى القلب أبلغ في المدح قال تعالى‌ أُولََئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ اَلْإِيمََانَ «وَ اَللََّهُ بِمََا تَعْمَلُونَ» أي ما تسرونه و تكتمونه «عَلِيمٌ» و روي عن النبي ص أنه قال لا ينقضي كلام شاهد زور من بين يدي الحاكم حتى يتبوأ مقعده من النار و كذلك من كتم الشهادة و في قوله تعالى «فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً» دلالة على أن الإشهاد و الكتابة في المداينة ليسا بواجبين و إنما هو على سبيل الاحتياط و تضمنت هذه الآية و ما قبلها من بدائع لطف الله تعالى و نظره لعباده في أمر معاشهم و معادهم و تعليمهم ما لا يسعهم جهله ما فيه بصيرة لمن تبصر و كفاية لمن تفكر.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 686
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست