responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 666

(1) - يفصل بين العامل و المعمول فيه بالأجنبي كما لا يجوز كانت زيدا الحمى تأخذه «لاََ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً» جملة في موضع الحال من أحصروا و ضربا مفعول يستطيع «يَحْسَبُهُمُ اَلْجََاهِلُ» في موضع الحال أيضا و ذو الحال الفقراء و إلحافا مصدر وضع موضع الحال من يسألون أي لا يسألون ملحفين و يجوز أن يكون مصدرا لأن الإلحاف سؤال على صفة.

النزول‌

قال أبو جعفر (ع) نزلت الآية في أصحاب الصفة و كذلك رواه الكلبي عن ابن عباس و هم نحو من أربعمائة رجل لم يكن لهم مساكن بالمدينة و لا عشائر يأوون إليهم فجعلوا أنفسهم في المسجد و قالوا نخرج في كل سرية يبعثها رسول الله فحث الله الناس عليهم و كان الرجل إذا أكل و عنده فضل أتاهم به إذا أمسى.

المعنى‌

لما أمر سبحانه بالنفقة و رغب فيها بأبلغ وجوه الترغيب و بين ما يكمل ثوابها عقب ذلك ببيان أفضل الفقراء الذين هم مصرف الصدقات فقال «لِلْفُقَرََاءِ اَلَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» معناه النفقة المذكورة في هذه الآية و ما قبلها للفقراء الذين حبسوا و منعوا في طاعة الله أي منعوا أنفسهم من التصرف في التجارة للمعاش إما لخوف العدو من الكفارو إما للمرض و الفقر و إما للإقبال على العبادة و قوله «فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» يدل على أنهم حبسوا أنفسهم عن التقلب لاشتغالهم بالعبادة و الطاعة «لاََ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً» أي ذهابا و تصرفا «فِي اَلْأَرْضِ» لبعض ما ذكرناه من المعاني و قيل لمنع أنفسهم من التصرف في التجارة أي ألزموا أنفسهم الجهاد في سبيل الله فلا يقع منهم التصرف لغيره و ليس معناه أنهم لا يقدرون عليه كما يقال أمرني الأمير بالمقام في هذا الموضع فلا أستطيع أن أبرح منه أي لا أبرح منه لإلزامي نفسي طاعة الأمير «يَحْسَبُهُمُ اَلْجََاهِلُ» أي يظنهم الجاهل بحالهم و باطن أمورهم «أَغْنِيََاءَ مِنَ اَلتَّعَفُّفِ» أي الامتناع من السؤال و التجمل في اللباس و الستر لما هم فيه من الفقر و سوء الحال طلبا لرضوان الله و طمعا في جزيل ثوابه «تَعْرِفُهُمْ بِسِيمََاهُمْ» أي تعرف حالهم بالنظر إلى وجوههم لما يرى من علامة الفقر عن السدي و الربيع و قيل لما يرى من التخشع و الخضوع الذي هو شعار الصالحين عن مجاهد «لاََ يَسْئَلُونَ اَلنََّاسَ إِلْحََافاً» قيل معناه أنهم لا يسألون الناس أصلا و ليس معناه أنهم يسألون من غير إلحاف عن ابن عباس و هو قول الفراء و الزجاج و أكثر أرباب المعاني و في الآية ما يدل عليه و هو قوله «يَحْسَبُهُمُ اَلْجََاهِلُ أَغْنِيََاءَ مِنَ اَلتَّعَفُّفِ» في المسألة و لو كانوا يسألون لم يكن يحسبهم الجاهل أغنياء لأن السؤال في الظاهر يدل على الفقر و قوله أيضا «تَعْرِفُهُمْ بِسِيمََاهُمْ» و لو سألوا لعرفوا بالسؤال قالوا و إنما هو كقولك ما رأيت مثله و أنت لم ترد أن له‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 666
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست