responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 662

(1) - فرضا و قد تكون نفلا و الإخفاء الستر و الخفي الإظهار خفا يخفيه خفيا أي أظهره قال امرئ القيس :

فإن تدفنوا الداء لا نخفه # و إن تبعثوا الحرب لا نقعد

و الخوافي من الريش ما دون القوادم لأنها تخفي بها و الخفية عرين الأسد لأنه يختفي فيها و أصل الباب الستر و الإبداء و الإظهار و الإعلان نظائر و الإخفاء و الإسرار و الإغماض نظائر.

الإعراب‌

قوله «فَنِعِمََّا هِيَ» تقديره أن تبدوا الصدقات فنعم شيئا إبداؤها فما هاهنا نكرة موصوفة و هي في موضع نصب لأنه تفسير الفاعل المضمر قبل الذكر في نعم و الإبداء هو المخصوص بالمدح فحذف المضاف الذي هو الإبداء و أقيم المضاف إليه الذي هو ضمير الصدقات مقامه لما في الكلام من الدلالة عليه و لأن الفعل المتقدم يدل على مصدره و لأن قوله «وَ إِنْ تُخْفُوهََا وَ تُؤْتُوهَا اَلْفُقَرََاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» أي الإخفاء خير لكم فكما أن هنا ضمير الإخفاء كذلك يجب أن يكون ضمير الإبداء مرادا هناك.

المعنى‌

ثم ذكر تعالى صفة الإنفاق و رغب فيه بقوله «إِنْ تُبْدُوا اَلصَّدَقََاتِ» معناه أن تظهروا الصدقات و تعلنوها «فَنِعِمََّا هِيَ» أي فنعم الشي‌ء و نعم الأمر إظهارها و إعلانها أي ليس في إبدائها كراهة «وَ إِنْ تُخْفُوهََا» أي تسروها «وَ تُؤْتُوهَا اَلْفُقَرََاءَ» أي تعطوها الفقراء و تؤدوها إليهم في السر «فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» أي فالإخفاء خير لكم و أبلغ في الثواب و اختلفوا في الصدقة التي يكون إخفاؤها أفضل من إبدائها فقيل أن صدقة التطوع إخفاؤها أفضل لأنه يكون أبعد من الرياء بإخفائها و أما المفروض فلا يدخله الرياء و يلحقه تهمة المنع بإخفائها فإظهارها أفضل عن ابن عباس و الثوري و كذا رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن الصادق قال الزكاة بإخفائها المفروضة تخرج علانية و تدفع علانية و غير الزكاة إن دفعه سرا فهو أفضل‌ و قيل الإخفاء في كل صدقة من زكاة و غيرها أفضل عن الحسن و قتادة و هو الأشبه بعموم الآية «وَ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئََاتِكُمْ» معناه و نمحو عنكم خطيئاتكم و نغفرها لكم و من قرأ بالرفع فمعناه و نحن نكفر عنكم أو يكفر الله عنكم من سيئاتكم و دخلت من للتبعيض و احتج به من قال المراد بالسيئات الصغائر فأما على مذهبنا فاسقاط العقاب تفضل من الله فله أن يتفضل بإسقاط بعضه دون بعض فلو لم يدخل من لأفاد أنه يسقط جميع العقاب و قال بعضهم أن من زيادة و قد يقال كل من طعامي و خذ من مالي مما شئت فيكون للتعميم و الأول أولى و مما جاء في الحديث في صدقة السر قوله صدقة السر

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 662
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست