responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 628

(1) - الله في قول‌ لاََ إِلََهَ إِلاَّ اَللََّهُ على الاستثناء.

المعنى‌

لما قدم سبحانه ذكر الأمم و اختلافهم على أنبيائهم في التوحيد و غيره عقبه بذكر التوحيد فقال «اَللََّهُ» أي من يحق له العبادة لقدرته على أصول النعم و قد ذكرنا اختلاف الأقوال في أصله و في معناه في مفتتح سورة الفاتحة «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» أي لا أحد تحق له العبادة و يستحق الإلهية غيره «اَلْحَيُّ» قد ذكرنا معناه «اَلْقَيُّومُ» القائم بتدبير خلقه من إنشائهم ابتداء و إيصال أرزاقهم إليهم كما قال‌ «وَ مََا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاََّ عَلَى اَللََّهِ رِزْقُهََا» عن قتادة و قيل القيوم هو العالم بالأمور من قولهم هذا يقوم بهذا الكتاب أي يعلم ما فيه و قيل معناه الدائم الوجود عن سعيد بن جبير و الضحاك و قيل معناه القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجازيها من حيث هو عالم بها عن الحسن و اللفظ لجميع هذه الوجوه محتمل «لاََ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ» أي نعاس «وَ لاََ نَوْمٌ» ثقيل مزيل للقوة و قيل معناه لا يغفل عن الخلق و لا يسهو كما يقال للغافل أنت نائم و أنت وسنان «لَهُ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ» معناه له ملك ما فيهما و له التصرف فيهما «مَنْ ذَا اَلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاََّ بِإِذْنِهِ» هو استفهام معناه الإنكار و النفي أي لا يشفع يوم القيامة أحد لأحد إلا بإذنه و أمره و ذلك أن المشركين كانوا يزعمون أن الأصنام تشفع لهم فأخبر الله سبحانه أن أحدا ممن له الشفاعة لا يشفع إلا بعد أن يأذن الله له في ذلك و يأمره به «يَعْلَمُ مََا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مََا خَلْفَهُمْ» قيل فيه وجوه (أحدها) أن معناه يعلم ما بين أيديهم ما مضى من الدنيا و ما خلفهم من الآخرة عن مجاهد و السدي (و الثاني) معناه يعلم الغيب الذي تقدمهم من قولك بين يديه أي قدامه و ما مضى فهو قدام الشي‌ء فيحمل عليه على هذا التقدير لا إن هذا اللفظ حقيقة في الماضي «وَ مََا خَلْفَهُمْ» يعني الغيب الذي يأتي بعدهم عن ابن جريج (و الثالث) أن «مََا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ» عبارة عما لم يأت كما يقال رمضان بين أيدينا «وَ مََا خَلْفَهُمْ» عبارة عما مضى كما يقال في شوال قد خلفنا رمضان عن الضحاك «وَ لاََ يُحِيطُونَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْ عِلْمِهِ» معناه من معلومة كما يقال اللهم اغفر لنا علمك فينا أي معلومك فينا و يقال إذا ظهرت آية هذه قدرة الله أي مقدور الله و الإحاطة بالشي‌ء علما أن يعلمه كما هو على الحقيقة «إِلاََّ بِمََا شََاءَ» يعني ما شاء أن يعلمهم و يطلعهم عليه «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» اختلف فيه على أقوال (أحدها) وسع علمه السماوات و الأرض عن ابن عباس و مجاهد و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع)

و يقال للعلماء كراسي كما يقال أوتاد الأرض لأن بهم قوام الدين و الدنيا (و ثانيها) أن الكرسي هاهنا هو العرش عن الحسن و إنما سمي كرسيا لتركيب بعضه على بعض‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 628
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست