responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 567

(1) - اليمين التي تحرم الزوجة فابتدأ بذكر الأيمان أولا تأسيسا لحكم الإيلاء فقال «وَ لاََ تَجْعَلُوا اَللََّهَ عُرْضَةً لِأَيْمََانِكُمْ» و في معناه ثلاثة أقوال (أحدها) أن معناه لا تجعلوا اليمين بالله علة مانعة لكم من البر و التقوى‌من حيث تعتمدونها لتعتلوا بها و تقولوا حلفنا بالله و لم تحلفوا به عن الحسن و طاووس و قتادة و أصله في هذا الوجه الاعتراض الذي هو المانع بينكم و بين البر و التقوى لأن المعترض بين الشيئين يكون مانعا من وصول أحدهما إلى الآخر فالعلة مانعة كهذا المعترض (و الثاني) أن عرضة معناه حجة فكأنه قال لا تجعلوا اليمين بالله حجة في المنع من البر و التقوى فإن كان قد سلف منكم يمين ثم ظهر أن غيرها خير منها فافعلوا الذي هو خير و لا تحتجوا بما قد سلف من اليمين عن ابن عباس و مجاهد و الربيع و أصله في هذا القول و الأول واحد لأنه منع من جهة الاعتراض لعلة أو حجة (و الثالث) أن معناه لا تجعلوا اليمين بالله عدة مبتذلة في كل حق و باطل لأن تبروا في الحلف بها و تتقوا المأثم فيها عن عائشة لأنها قالت‌ لا تحلفوا به و إن بررتم و به قال الجبائي و أبو مسلم و هو المروي عن أئمتنا نحو ما رواه عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز قال سمعت أبا عبد الله يقول لا تحلفوا بالله صادقين و لا كاذبين فإنه سبحانه يقول «وَ لاََ تَجْعَلُوا اَللََّهَ عُرْضَةً لِأَيْمََانِكُمْ» قال أبو مسلم و من أكثر ذكر شي‌ء في معنى فقد جعله عرضة له و تقول جعلتني عرضة لقومك قال الشاعر:

"و لا تجعليني عرضة للوائم"

و تقديره على الوجه الأول و الثاني لا تجعلوا الله مانعا من البر و التقوى باعتراضك به حالفا و على الوجه الثالث لا تجعلوا الله مما تحلف به دائما باعتراضك بالحلف به في كل حق و باطل و قوله «أَنْ تَبَرُّوا» قيل في معناه أقوال (الأول) لأن تبروا على معنى الإثبات أي لأن تكونوا بررة أتقياء فإن من قلت يمينه كان أقرب إلى البر ممن كثرت يمينه و قيل لأن تبروا في اليمين (و الثاني) أن المعنى لدفع أن تبروا أو لترك أن تبروا فحذف المضاف عن المبرد (و الثالث) أن معناه أن لا تبروا فحذف لا عن أبي عبيدة قال و قد حذف لا لأنه في معنى القسم كقول امرئ القيس :

"فقلت يمين الله أبرح قاعدا"

أي لا أبرح و أنكر المبرد هذا لأنه لما كان معه أن بطل أن يكون جوابا للقسم و إنما يجوز و الله أقوم في القسم بمعنى لا أقوم لأنه لو كان إثباتا لقال لأقومن باللام و النون و المعنى في قول أبي العباس و أبي عبيدة واحد و التقدير مختلف «وَ تَتَّقُوا» أي تتقوا الإثم و المعاصي في الأيمان «وَ تُصْلِحُوا بَيْنَ اَلنََّاسِ» في الإيمان و تصلحوا بين الناس عطف على ما سبق و معناه و لا تجعلوا الحلف‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست