responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 543

543

(1) - بَيْنَهُمْ» نصب على أنها مفعول له أي لم يوقعوا الاختلاف إلا للبغي و يجوز أن يكون مصدرا وقع موقع الحال و ما اسم موصول و اختلفوا صلته و اللام يتعلق بهدى و من الحق في موضع الحال من الموصول و العامل فيه هدى و الباء في بإذنه يتعلق بهدى أيضا.

ـ

المعنى‌

ثم بين سبحانه أحوال من تقدم من الكفار تسلية للنبي فقال «كََانَ اَلنََّاسُ أُمَّةً وََاحِدَةً» أي ذوي أمة واحدة أي أهل ملة واحدة و على دين واحد فحذف المضاف و اختلف في أنهم على أي دين كانوا فقال قوم أنهم كانوا على الكفر و هو المروي عن ابن عباس في إحدى الروايتين و الحسن و اختاره الجبائي ثم اختلفوا في أي وقت كانوا كفارا فقال الحسن كانوا كفارا بين آدم و نوح و قال بعضهم كانوا كفارا بعد نوح إلى أن بعث الله إبراهيم و النبيين بعده و قال بعضهم كانوا كفارا عند مبعث كل نبي و هذا غير صحيح لأن الله بعث كثيرا من الأنبياء إلى المؤمنين فإن قيل كيف يجوز أن يكون الناس كلهم كفارا و الله تعالى لا يجوز أن يخلي الأرض من حجة له على خلقه قلنا يجوز أن يكون الحق هناك في واحد أو جماعة قليلة لم يمكنهم إظهار الدين خوفا و تقية فلم يعتد بهم إذا كانت الغلبة للكفار و قال آخرون إنهم كانوا على الحق و هو المروي عن قتادة و مجاهد و عكرمة و الضحاك و ابن عباس في الرواية الأخرى ثم اختلفوافقال ابن عباس و قتادة هم كانوا بين آدم و نوح و هم عشر فرق كانوا على شريعة من الحق فاختلفوا بعد ذلك و قال الواقدي و الكلبي هم أهل سفينة نوح حين غرق الله الخلق ثم اختلفوا بعد ذلك فالتقدير على قول هؤلاء «كََانَ اَلنََّاسُ أُمَّةً وََاحِدَةً» فاختلفوا «فَبَعَثَ اَللََّهُ اَلنَّبِيِّينَ» و قال مجاهد المراد به آدم كان على الحق إماما لذريته فبعث الله النبيين في ولده و روى أصحابنا عن أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال كانوا قبل نوح أمة واحدة على فطرة الله لا مهتدين و لا ضلالا فبعث الله النبيين‌ و على هذا فالمعنى أنهم كانوا متعبدين بما في عقولهم غير مهتدين إلى نبوة و لا شريعة ثم بعث الله النبيين بالشرائع لما علم أن مصالحهم فيها «فَبَعَثَ اَللََّهُ» أي أرسل الله «اَلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ» لمن أطاعهم بالجنة «وَ مُنْذِرِينَ» لمن عصاهم بالنار «وَ أَنْزَلَ مَعَهُمُ اَلْكِتََابَ» أي أنزل مع كل واحد منهم الكتاب و قيل معناه و أنزل مع بعثهم الكتاب إذ الأنبياء لم يكونوا منزلين حتى ينزل الكتاب معهم و أراد به مع بعضهم لأنه لم ينزل مع كل نبي كتاب و قيل المراد به الكتب لأن الكتاب اسم جنس فمعناه الجمع قوله «بِالْحَقِّ» أي بالصدق و العدل و قيل معناه و أنزل الكتاب بأنه حق و أنه من عند الله‌و قيل معناه و أنزل الكتاب بما فيه من بيان الحق و قوله «لِيَحْكُمَ بَيْنَ اَلنََّاسِ» الضمير في يحكم يرجع إلى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 543
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست