responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 869

(1) - ملك أولى هنا و أحسن و معناه ملك الناس كلهم و إليه مفزعهم في الحوائج‌} «إِلََهِ اَلنََّاسِ» معناه الذي يجب على الناس أن يعبدوه لأنه الذي تحق له العبادة دون غيره و إنما خص سبحانه الناس و إن كان سبحانه ربا لجميع الخلائق لأن في الناس عظماء فأخبر بأنه ربهم و إن عظموا و لأنه سبحانه أمر بالاستعاذة من شرهم فأخبر بذكرهم أنه الذي يعيذه منهم و في الناس ملوك فذكر أنه ملكهم و في الناس من يعبد غيره فذكر أنه إلههم و معبودهم و أنه هو المستحق للعبادة دون غيره قال جامع العلوم النحوي و ليس قوله «اَلنََّاسِ» تكرارا لأن المراد بالأول الأجنةو لهذا قال «بِرَبِّ اَلنََّاسِ» لأنه يربيهم و المراد بالثاني الأطفال و لذلك قال «مَلِكِ اَلنََّاسِ» لأنه يملكهم و المراد بالثالث البالغون المكلفون و لذلك قال «إِلََهِ اَلنََّاسِ» لأنهم يعبدونه و المراد بالرابع العلماء لأن الشيطان يوسوس إليهم و لا يريد الجهال لأن الجاهل يضل بجهله و إنما تقع الوسوسة في قلب العالم كما قال‌ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ اَلشَّيْطََانُ و قوله‌} «مِنْ شَرِّ اَلْوَسْوََاسِ اَلْخَنََّاسِ» فيه أقوال (أحدها) أن معناه من شر الوسوسة الواقعة من الجنة و قد مر بيانه (و ثانيها) أن معناه من شر ذي الوسواس و هو الشيطان‌ كما جاء في الأثر أنه يوسوس فإذا ذكر العبد ربه خنس‌ ثم وصفه الله تعالى بقوله‌} «اَلَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ اَلنََّاسِ» أي بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم من غير سماع ثم ذكر أن هذا الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس‌} «مِنَ اَلْجِنَّةِ» و هم الشياطين كما قال سبحانه‌ إِلاََّ إِبْلِيسَ كََانَ مِنَ اَلْجِنِّ ثم عطف بقوله‌ «وَ اَلنََّاسِ» على الوسواس و المعنى من شر الوسواس و من شر الناس كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن و الإنس (و ثالثها) أن معناه من شر ذي الوسواس الخناس ثم فسره بقوله «مِنَ اَلْجِنَّةِ وَ اَلنََّاسِ» كما يقال نعوذ بالله من شر كل مارد من الجن و الإنس و على هذا فيكون وسواس الجنة هو وسواس الشيطان على ما مضى‌و في وسواس الإنس وجهان (أحدهما) أنه وسوسة الإنسان من نفسه (و الثاني) إغواء من يغويه من الناس و يدل عليه قوله‌ شَيََاطِينَ اَلْإِنْسِ وَ اَلْجِنِّ فشيطان الجن يوسوس و شيطان الإنس يأتي علانية و يرى أنه ينصح و قصده الشر قال مجاهد :

الخناس الشيطان إذا ذكر اسم الله سبحانه خنس و انقبض و إذا لم يذكر الله انبسط على القلب و يؤيده‌ ما روي عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله ص : إن الشيطان واضح خطمة على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله سبحانه خنس و إذا نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس‌ و قيل الخناس معناه الكثير الاختفاء بعد الظهور و هو المستتر المختفي من أعين الناس‌لأنه يوسوس من حيث لا يرى بالعين و قال إبراهيم التيمي أول ما يبدو الوسواس من قبل الوضوء و قيل إن معنى قوله «يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ اَلنََّاسِ» يلقي الشغل في قلوبهم بوسواسه و المراد أن له رفقاء به يوصل الوسواس إلى المصدر و هو أقرب من خلوصه بنفسه إلى صدره و في هذا إشارة إلى أن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 869
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست