responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 794

(1) - التوحيد و الإيمان‌} «فِيهََا» أي في تلك الصحف «كُتُبٌ قَيِّمَةٌ» أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق من الباطل و قيل مطهرة عن الباطل و الكذب و الزور يريد القرآن عن قتادة و يعني بالصحف ما تتضمنه الصحف من المكتوب فيها و يدل على ذلك أن النبي ص كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب و قيل معناه رسول من الملائكة يتلو صحفا من اللوح المحفوظ عن أبي مسلم و قيل «فِيهََا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ» معناه في هذه الصحف التي هي القرآن كتب قيمة أي إن القرآن يشتمل على معاني الكتب المتقدمة فتاليها تالي الكتب القيمة كما قال‌ مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ* فإذا كان مصدقا لها كان تاليا لها و قيل معناه في القرآن كتب قيمة بمعنى أنه يشتمل على أنواع من العلوم كل نوع كتاب قال السدي : فيها فرائض الله العادلة} «وَ مََا تَفَرَّقَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ إِلاََّ مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَتْهُمُ اَلْبَيِّنَةُ» يعني و ما اختلف هؤلاء في أمر محمد ص إلا من بعد ما جاءتهم البشارة به في كتبهم و على السنة رسلهم فكانت الحجة قائمة عليهم فكذلك لا يترك المشركون من غير حجة تقوم عليهم و قيل معناه و لم يزل أهل الكتاب مجتمعين في تصديق محمد ص حتى بعثه الله فلما بعث تفرقوا في أمره و اختلفوا فآمن به بعضهم و كفر آخرون ثم ذكر سبحانه ما أمروا به في كتبهم فقال‌} «وَ مََا أُمِرُوا إِلاََّ لِيَعْبُدُوا اَللََّهَ» أي لم يأمرهم الله تعالى إلا لأن يعبدوا الله وحده لا يشركون بعبادته فهذا ما لا تختلف فيه ملة و لا يقع فيه تبدل «مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ» لا يخلطون بعبادته عبادة ما سواه «حُنَفََاءَ» مائلين عن جميع الأديان إلى دين الإسلام مسلمين مؤمنين بالرسل كلهم قال عطية : إذا اجتمع الحنيف و المسلم كان معنى الحنيف الحاج و إذا انفرد كان معناه المسلم و هو قول ابن عباس لأنه قال حنفاء أي حجاجا و قال ابن جبير : لا تسمي العرب حنيفا إلا من حج و اختتن قال قتادة : الحنيفية الختان و تحريم البنات و الأمهات و الأخوات و العمات و الخالات و إقامة المناسك «وَ يُقِيمُوا اَلصَّلاََةَ وَ يُؤْتُوا اَلزَّكََاةَ» أي و يداوموا على إقامة الصلاة و يخرجوا ما فرض عليهم في أموالهم من الزكاة «وَ ذََلِكَ» يعني الدين الذي قدم ذكره «دِينُ اَلْقَيِّمَةِ» أي دين الكتب القيمة التي تقدم ذكرها و قيل دين الملة القيمة و الشريعة القيمة قال النضر بن شميل سألت الخليل عن هذا فقال القيمة جمع القيم و القيم و القائم واحد فالمراد و ذلك دين القائمين لله بالتوحيد و في هذه الآية دلالة على بطلان مذهب أهل الجبر لأن فيها تصريحا بأنه سبحانه إنما خلق الخلق ليعبدوه و استدل بهذه الآية أيضا على وجوب النية في الطهارة إذ أمر سبحانه بالعبادة على وجه الإخلاص و لا يمكن الإخلاص إلا بالنية و القربة و الطهارة عبادة فلا تجزي بغير نية ثم ذكر سبحانه حال الفريقين فقال‌} «إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ اَلْكِتََابِ وَ اَلْمُشْرِكِينَ» يعني من جحد توحيد الله و أنكر نبوة نبيه ص و من أشرك‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 794
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست