responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 720

(1) - كل ذي روح فسوى يديه و عينيه و رجليه عن الكلبي و قيل خلق الإنسان فعدل قامته عن الزجاج يعني أنه لم يجعله منكوسا كالبهائم و الدواب و قيل خلق الأشياء على موجب إرادته و حكمته فسوى صنعها لتشهد على وحدانيته‌} «وَ اَلَّذِي قَدَّرَ فَهَدى‌ََ» أي قدر الخلق على ما خلقهم فيه من الصور و الهيئات و أجرى لهم أسباب معايشهم من الأرزاق و الأقوات ثم هداهم إلى دينه بمعرفة توحيده بإظهار الدلالات و البينات و قيل معناه قدر أقواتهم و هداهم لطلبها و قيل قدرهم على ما اقتضته حكمته فهدى أي أرشد كل حيوان إلى ما فيه منفعته و مضرته حتى أنه سبحانه هدى الطفل إلى ثدي أمه و هدى الفرخ حتى طلب الزق من أبيه و أمه و الدواب و الطيور حتى فزع كل منهم إلى أمه و طلب الميمنة من جهته سبحانه و تعالى و قيل قدرهم ذكورا و إناثا و هدى الذكر كيف يأتي الأنثى عن مقاتل و الكلبي و قيل هدى إلى سبيل الخير و الشر عن مجاهد و قيل قدر الولد في البطن تسعة أشهر أو أقل أو أكثر و هدى للخروج منه للتمام عن السدي و قيل قدر المنافع في الأشياء و هدي الإنسان لاستخراجها منه فجعل بعضها غذاء و بعضها دواء و بعضها سما و هدى إلى ما يحتاج إلى استخراجها من الجبال و المعادن كيف تستخرج و كيف تستعمل‌} «وَ اَلَّذِي أَخْرَجَ اَلْمَرْعى‌ََ» أي أنبت الحشيش من الأرض لمنافع جميع الحيوان و أقواتهم‌} «فَجَعَلَهُ» بعد الخضرة «غُثََاءً» أي هشيما جافا كالغثاء الذي تراه فوق السيل «أَحْوى‌ََ» أي أسود بعد الخضرة و ذلك أن الكلأ إذا يبس اسود و قيل معناه أخرج العشب و ما ترعاه النعم أحوى أي شديد الخضرة يضرب إلى السواد من شدة خضرته فجعله غثاء أي يابسا بعد ما كان رطبا و هو قوت البهائم في الحالين فسبحان من دبر هذا التدبير و قدر هذا التقدير و قيل إنه مثل ضربه الله تعالى لذهاب الدنيا بعد نضارتها «سَنُقْرِئُكَ فَلاََ تَنْسى‌ََ» أي سنأخذ عليك قراءة القرآن فلا تنسى ذلك و قيل معناه سيقرأ عليك جبريل القرآن بأمرنا فتحفظه و لا تنساه‌ قال ابن عباس كان النبي ص إذا نزل عليه جبرائيل (ع) بالوحي يقرأه مخافة أن ينساه فكان لا يفرغ جبرائيل ع من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئا «إِلاََّ مََا شََاءَ اَللََّهُ» أن ينسيكه بنسخه من رفع حكمه و تلاوته عن الحسن و قتادة و على هذا فالإنشاء نوع من النسخ و قد مر بيانه في سورة البقرة عند قوله‌ مََا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهََا الآية و قيل معناه إلا ما شاء الله أن يؤخر إنزاله عليك فلا تقرأه و قيل إلا ما شاء الله كالاستثناء في الإيمان و إن لم يقع منه مشيئة النسيان قال الفراء لم يشأ الله أن ينسي عليه السلم شيئا فهو كقوله‌ خََالِدِينَ فِيهََا مََا دََامَتِ اَلسَّمََاوََاتُ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 720
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست