نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 709
(1) - و لا ترج فعل الخير يوما إلى غد # لعل غدا يأتي و أنت فقيد.
ـو قيل الشاهد الأنبياء و المشهود محمد ص بيانه «وَ إِذْ أَخَذَ اَللََّهُ مِيثََاقَ اَلنَّبِيِّينَ» إلى قوله «فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ اَلشََّاهِدِينَ» و قيل الشاهد الله و المشهود لا إله إلا الله بيانه قوله «شَهِدَ اَللََّهُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» الآية و قيل الشاهد الخلق و المشهود الحق و إليه أشار الشاعر بقوله:
أيا عجبا كيف يعصي الإله # أم كيف يجحده الجاحد
و لله في كل تحريكة # و في كل تسكينة شاهد
و في كل شيء له آية # تدل على أنه واحد
فهذه ثمانية أقوال أخر} «قُتِلَ أَصْحََابُ اَلْأُخْدُودِ » أي لعنوا بتحريقهم الناس في الدنيا قبل الآخرةو المراد به الكافرون الذين حفروا الأخدود و عذبوا المؤمنين بالنار و يحتمل أن يكون إخبارا عن المسلمين الذين عذبوا بالنار في الأخدود و المعنى أنهم قتلوا بالإحراق في النار ذكرهم الله سبحانه و أثنى عليهم بحسن بصيرتهم و صبرهم على دينهم حتى أحرقوا بالنار لا يعطون التقية بالرجوع عن الإيمان} «اَلنََّارِ ذََاتِ اَلْوَقُودِ» أي أصحاب النار الذين أوقدوها بإحراق المؤمنين و قوله «ذََاتِ اَلْوَقُودِ» إشارة إلى كثرة حطب هذه النار و تعظيم لأمرها فإن النار لا تخلو عن وقود} «إِذْ هُمْ عَلَيْهََا قُعُودٌ» يعني الكفار إذ هم على أطراف هذه النار جلوس يعذبون المؤمنون عن ابن عباس و قيل يعني هم عندها قعود يعرضونهم على الكفر عن مقاتل قال مجاهد كانوا قعودا على الكراسي عند الأخدود و هو قوله} «وَ هُمْ» يعني الملك و أصحابه الذين خدوا الأخدود «عَلىََ مََا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ» من عرضهم على النار و إرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم «شُهُودٌ» أي حضور قال الزجاج أعلم الله قصة قوم بلغت بصيرتهم و حقيقة إيمانهم إلى أن صبروا على أن أحرقوا بالنار في الله و قال الربيع بن أنس لما ألقوا في النار نجى الله المؤمنين بأن أخذ أرواحهم قبل أن تمسهم النارو خرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم و قيل أنهم كانوا فرقتين فرقة تعذب المؤمنين و فرقة تشاهد الحال لم يتولوا تعذيبهم لكنهم قعود رضوا بفعل أولئك و كانت الفرقة القاعدة مؤمنة لكنهم لم ينكروا على الكفار صنيعهم فلعنهم الله جميعا عن أبي مسلم و القعود جمع القاعد و كذلك الشهود جمع الشاهد و هم كل حاضر على ما شاهدوه إما بسمع أو بصر} «وَ مََا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاََّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللََّهِ» أي ما كرهوا منهم إلا أنهم آمنوا عن ابن عباس و قيل ما أنكروا عليهم دينا و ما عابوا منهم شيئا إلا إيمانهم و هذا كقوله «هَلْ تَنْقِمُونَ مِنََّا إِلاََّ أَنْ آمَنََّا بِاللََّهِ»
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 709