responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 619

(1) - (أحدهما) أن يكون حالا (و الآخر) أن يكون ظرفا فأما الحال فيحتمل أن يكون العامل فيها أحد شيئين (أحدهما) لقاهم (و الآخر) جزاهم و مثله في كونه حالا «مُتَّكِئِينَ فِيهََا عَلَى اَلْأَرََائِكِ» فإن قلت لم لا يكون متكئين صفة جنة و فيها ذكر لها قيل لا يجوز ذلك أ لا ترى أنه لو كان كذلك للزمك أن تبرز الضمير الذي في اسم الفاعل من حيث كان صفة للجنة و ليس الفعل لها فإذا لم يجز ذلك كان حالا و كذلك قوله «وَ دََانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاََلُهََا» إلا أنه يجوز في قوله «وَ دََانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاََلُهََا» أمران (أحدهما) الحال (و الآخر) أن ينتصب على أنه مفعول به و يكون المعنى و جزاهم جنة و حريرا أي لبس حرير و دخول جنة و دانية عليهم ظلالها فيكون على هذا التقدير كقوله‌ وَ لِمَنْ خََافَ مَقََامَ رَبِّهِ جَنَّتََانِ فإن لم تحمله على هذا و قلت إنه يعرض فيه إقامة الصفة مقام الموصوف و إن ذلك ليس بالمطرح في كلامهم و إذا حملته على الحال يكون مثل ما عطفته عليه من قوله «مُتَّكِئِينَ» «وَ دََانِيَةً عَلَيْهِمْ» و كذلك يكون «عََالِيَهُمْ ثِيََابُ سُندُسٍ» معطوفا على ما انتصب على الحال في السورة فيكون ثياب سندس مرتفعة باسم الفاعل و الضمير عائد إلى ذي الحال من قوله «عََالِيَهُمْ» و في الشواذ عاليتهم قراءة الأعمش و يكون بمنزلة قوله خاشعا أبصارهم و خاشعة أبصارهم و من جعله ظرفا فإنه لما كان عالي بمعنى فوق أجري مجراه في هذا و من قرأ عاليهم بسكون الياء جعله مبتدأ و ثياب سندس خبره و يكون عاليهم المبتدأ في موضع الجماعة كما أن الخبر جماعة و قد جاء اسم الفاعل في موضع جماعةقال:

ألا إن جيراني العشية رائح # دعتهم دواع من هوى و منادح‌

و في التنزيل‌ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سََامِراً تَهْجُرُونَ فَقُطِعَ دََابِرُ اَلْقَوْمِ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا فكأنه أفرد من حيث جعل بمعنى المصدر من نحو قوله‌

"و لا خارجا من في زور كلام"

و قد قالوا الجامل و الباقر يراد بهما الكثرة و أخذ عليه البصير النحوي الملقب بجامع العلوم هذا الكلام و نسبه فيه إلى سوء التأمل و قال عاليهم بسكون الياء صفة الولدان أي يطوف عليهم ولدان عاليهم ثياب سندس فيرتفع ثياب سندس باسم الفاعل الجاري صفة على الموصوف و أقول و بالله التوفيق إني لأرى أن نظر هذا الفاضل قد اختل كما أن بصره قد اعتل فرمى أبا علي بدائه و أنسل أ لم ينظر في خاتمة هذه الآية إلى قوله سبحانه «وَ سَقََاهُمْ رَبُّهُمْ شَرََاباً طَهُوراً» ثم قوله عقيب ذلك «إِنَّ هََذََا كََانَ لَكُمْ جَزََاءً» فيعرف أن الضمير في عاليهم هو بعينه في و سقاهم و هو ضمير المخاطبين في لكم و هذا الضمير لا يمكن أن يعود إلا إلى الأبرار

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 619
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست