responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 542

(1) -

المعنى‌

أخبر سبحانه عن نفسه فقال «إِنََّا أَرْسَلْنََا» أي بعثنا « نُوحاً » رسولا «إِلى‌ََ قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» معناه أرسلنا لينذرهم بالعذاب إن لم يؤمنوا قال الحسن أمره أن ينذرهم عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة ثم حكى أن نوحا امتثل ما أمر الله سبحانه به بأن قال‌} «قََالَ يََا قَوْمِ» أضافهم إلى نفسه فكأنه قال أنتم عشيرتي يسوؤني ما يسوؤكم‌ «إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ» أي مخوف مبين وجوه الأدلة في الوعيد و بيان الدين و التوحيد} «أَنِ اُعْبُدُوا اَللََّهَ وَ اِتَّقُوهُ» أي اعبدوا الله وحده و لا تشركوا به شيئا و اتقوا معاصيه «وَ أَطِيعُونِ» فيما أمركم به لأن طاعتي مقرونة بطاعة الله و طاعة الله واجبة عليكم لمكان نعمه السابقة التي لا توازيها نعمة منعم‌} «يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ» أي فإنكم إن فعلتم ذلك يغفر لكم ذنوبكم و من مزيدة و قيل إن من هاهنا للتبعيض و المعنى يغفر لكم ذنوبكم السالفة و هي بعض الذنوب التي تضاف إليكم و لما كانت ذنوبهم التي يستأنفونها لا يجوز الوعد بغفرانها على الإطلاق لما يكون في ذلك من الإغراء بالقبيح قيد سبحانه هذا التقييد «وَ يُؤَخِّرْكُمْ إِلى‌ََ أَجَلٍ مُسَمًّى» و في هذا دلالة على ثبوت أجلين كأنه شرط في الوعد بالأجل المسمى عبادة الله و التقوى فلما لم يقع ذلك منهم اقتطعوا بعذاب الاستيصال قبل الأجل الأقصى بالأجل الأدنى ثم قال «إِنَّ أَجَلَ اَللََّهِ» يعني الأقصى «إِذََا جََاءَ لاََ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» صحة ذلك و تؤمنون به‌قال الحسن يعني بأجل الله يوم القيامة جعله أجلا للبعث و يجوز أن يكون هذا حكاية عن قول نوح (ع) لقومه أن يكون إخبارا منه سبحانه عن نفسه «قََالَ» نوح «رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَ نَهََاراً» إلى عبادتك و خلع الأنداد من دونك و إلى الإقرار بنبوتي‌} «فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعََائِي إِلاََّ فِرََاراً» أي لم يزدادوا بدعائي إياهم إلا فرارا من قبوله و نفارا منه و إدبارا عنه و إنما سمي كفرهم عند دعائه زيادة في الكفر لأنهم كانوا على كفر و ضلال فلما دعاهم نوح (ع) إلى الإقلاع عن ذلك و الإقرار به و لم يقبلوه فكفروا بذلك كان ذلك زيادة في الكفر لأن الزيادة هي إضافة الشي‌ء إلى مقدار قد كان حاصلا و لو حصلا جميعا في وقت واحد لم يكن لأحدهما زيادة على الآخر} «وَ إِنِّي كُلَّمََا دَعَوْتُهُمْ» إلى إخلاص عبادتك «لِتَغْفِرَ لَهُمْ» سيئاتهم «جَعَلُوا أَصََابِعَهُمْ فِي آذََانِهِمْ» لئلا يسمعوا كلامي و دعائي «وَ اِسْتَغْشَوْا ثِيََابَهُمْ» أي غطوا بها وجوههم لئلا يروني «وَ أَصَرُّوا» أي داموا على كفرهم «وَ اِسْتَكْبَرُوا اِسْتِكْبََاراً» أي تكبروا و أنفوا عن قبول الحق‌و الإصرار الإقامة على الأمر بالعزيمة عليه فلما كانوا عازمين على الكفر كانوا مصرين و قيل إن الرجل منهم كان يذهب بابنه إلى نوح فيقول له احذر هذا لا يغوينك فإن أبي قد ذهب بي إليه و أنا مثلك فحذرني مثل ما حذرتك عن قتادة } «ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهََاراً» أي بأعلى صوتي عن ابن عباس و قيل مجاهرة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 10  صفحه : 542
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست