نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 535
(1) -} «إِنَّ اَلْإِنْسََانَ خُلِقَ هَلُوعاً» أي ضجورا شحيحا جزوعا من الهلع و هو شدة الحرص و قال أهل البيان تفسيره فيما بعده}} «إِذََا مَسَّهُ اَلشَّرُّ جَزُوعاً ` وَ إِذََا مَسَّهُ اَلْخَيْرُ مَنُوعاً» يعني إذا أصابه الفقر لا يحتسب لا يصبرو إذا أصابه الغنى منعه من البر ثم استثنى سبحانه الموحدين المطيعين فقال}} «إِلاَّ اَلْمُصَلِّينَ ` اَلَّذِينَ هُمْ عَلىََ صَلاََتِهِمْ دََائِمُونَ» مستمرون على أدائها لا يخلون بها و لا يتركونها و روي عن أبي جعفر (ع) أن هذا في النوافل و قوله} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَلىََ صَلاََتِهِمْ يُحََافِظُونَ» في الفرائض و الواجبات و قيل هم الذين لا يزيلون وجوههم عن سمت القبلة عن عقبة عن عامر و الزجاج } «وَ اَلَّذِينَ فِي أَمْوََالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ` لِلسََّائِلِ وَ اَلْمَحْرُومِ» يعني الزكاة المفروضة و السائل الذي يسأل و المحروم الفقير الذي يتعفف و لا يسأل و قد سبق تفسيرها و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال الحق المعلوم ليس من الزكاة و هو الشيء الذي تخرجه من مالك إن شئت كل جمعة و إن شئت كل يوم و لكل ذي فضل فضله و روي عنه أيضا أنه قال هو أن تصل القرابة و تعطي من حرمك و تصدق على من عاداك
«وَ اَلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ اَلدِّينِ» أي يؤمنون بأن يوم الجزاء و الحساب حق لا يشكون في ذلك «وَ اَلَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذََابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ» أي خائفون} «إِنَّ عَذََابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ» أي لا يؤمن حلوله بمستحقيه و هم العصاة و قيل معناه يخافون أن لا تقبل حسناتهم و يؤخذون بسيئاتهم و قيل غير مأمون لأن المكلف لا يدري هل أدى الواجب كما أمر به و هل انتهى عن المحظور على ما نهي عنه و لو قدرنا أن إنسانا يعلم ذلك من نفسه لكان آمنا}} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حََافِظُونَ ` إِلاََّ عَلىََ أَزْوََاجِهِمْ أَوْ مََا مَلَكَتْ أَيْمََانُهُمْ» يعني الذين يحفظون فروجهم عن المناكح على كل وجه و سبب إلا على الأزواج أو ملك الأيمان من الإماء «فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ» على ترك حفظ الفروج عنهم} «فَمَنِ اِبْتَغىََ وَرََاءَ ذََلِكَ فَأُولََئِكَ هُمُ اَلعََادُونَ» فمن طلب وراء ما أباحه الله له من الفروج فأولئك هم الذين تعدوا حدود الله و خرجوا عما أباحه لهم و معنى وراء ذلك ما خرج عن حده من أي جهة كان} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِأَمََانََاتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ رََاعُونَ» أي حافظون و الأمانة ما يؤتمن المرء عليه مثل الوصايا و الودائع و الحكومات و نحوها و قيل الأمانة الإيمان و ما أخذ الله عباده من التصديق بما أوجبه عليهم و العمل بما يجب عليهم العمل به} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ بِشَهََادََاتِهِمْ قََائِمُونَ» أي يقيمون الشهادات التي تلزمهم إقامتها و الشهادة الإخبار بالشيء أنه على ما شاهدوه ذلك أنه قد يكون عن مشاهدة للمخبر به و قد يكون عن مشاهدة ما يدعو إليه } «وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَلىََ صَلاََتِهِمْ يُحََافِظُونَ» أي يحفظون أوقاتها و أركانها فيؤدونها بتمامها و لا يضيعون شيئا منها و روى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن (ع) أنه قال أولئك أصحاب الخمسين صلاة من شيعتنا و روى زرارة عن أبي جعفر (ع)
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 10 صفحه : 535