responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 75

من كفايته فقد اسرف كإسراف من اعطاه فوق حاجته و اكثر من قابليته، كل منهما يوجب اختلال الصحة و فقد الحياة و القوة لأنهما طرفا افراط و تفريط و خروج عن الاعتدال [1].

(درس 46): الاعتدال في الطعام

حيث ان الأكثر في الناس انهم يأكلون اكثر ما يحتاجون اليه طلباً للتلذذ و التنعم غافلين عن الحكمة السامية في الكلمة المعروفة (ان الانسان يأكل ليعيش لا يعش ليأكل). و الشهية غالباً اكثر من الحاجة فالمنهومون يشتهون الأكل غالباً و هم غير محتاجين اليه لذلك وجب نصب ميزان لكل انسان كي يزن به مقدار حاجته الى الأكل حتى لا يتجاوزه فيقع في المهالك و احسن ميزان، و اصح معيار، للأكل النافع و تعيين مقدار الواجب منه للبدن، ان لا يأكل الانسان الا وقت احساسه بفراغ معدته و استكمال شهيته الى الطعام، فلا يكتفي بالشهوة وحدها و لا بالفراغ وحده، فإن الشهوة كما عرفت هي التي تحمل الانسان غالباً على ان يأكل اكثر من حاجته فتطرحه على فراش العلل و الاسقام. كما ان الفراغ مع عدم الشهوة يوجب كون الطعام ثقلًا على الطبيعة فلا تتوجه الى هضمه الصحيح لعدم ميلها اليه فاللازم ان لا يأكل الا مع الحاجة و الرغبة. و اذا اكل مع هذين الوصفين فاللازم ان يرفع يده مع بقاء شي‌ء من الشهوة و لا يستقصيها و هذا هو الميزان الصحيح لمقدار الأكل النافع المشار اليه في بعض الأحاديث: (كل و انت تشتهي و قم و انت تشتهي) و اعلى منه قوله" (عليهم السلام)" و هو من جوامع الكلم و معجزات الحكمة: (المعدة بيت الداء و الحمية رأس كل دواء). و قوله(ص): (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه و يكفي المؤمن لقيمات يقيم بها صلبه)، فيجب على كل انسان ان يضع هذه الحكم السامية نصب عينيه دائماً ليتمتع بنعيم الصحة و العافية طول عمره ان شاء اللّه.

(درس 47): آداب الأكل

للأكل آداب شرعية كلها تعود الى منافع صحية و تدابير للحياة ذات اهمية. اهمها غسل اليدين قبل الأكل و بعده واهم منها تصغير اللقم و تجويد المضغ قال امير المؤمنين" (عليهم السلام)" في جهة آداب الأكل: (صغر اللقم و جوّد المضغ).

و انت تعلم ان الصانع الحكيم الذي صنع بباهر حكمته و قاهر قدرته هذا الهيكل الانساني قد جعل لكل عضو من اعضائه وظيفة تخصه و لا يقوم بها غيره فوظيفة الفم و الاسنان الهضم الأول للطعام و المعدة لها وظيفة اخرى من العمل و تحويل ما يصل اليها بعد استكمال الوظيفة الأولى فيه الى لحم و دم يكون بدل ما يتحلل من البدن فإذا انحدر الطعام‌


[1] ينفق علماء الطب و علماء النفس في العصر الحاضر على وجود علاقة وثيقة بين العقل و الجسم، و ينبغي التسليم بأن العقل السليم في الجسم السليم و بالعكس فإن الجسم السليم في العقل السليم. و كما ان المرض الجسمي الحقيقي يشل الفكر و العقل، كذلك فإن الهموم و القلق النفسي والوهم و الوسوسة و الخيال و المشاكل الشخصية و الانفعالات الشديدة و العواطف السيئة التي تطرأ للفرد تضر بجسمه ضرراً بالغاً، و تجعله قابلًا لمختلف الامراض المايكروبية المعدية او الأمراض العضوية غير المعدية. و تتوقف الحالة العقلية السليمة للفرد على حسن تربيته في الصغر و تلبية حاجاته العضوية و النفسية في الصغر و الكبر و لا يتم ذلك الا في بيئة اجتماعية صالحة موجهة نحو الخير و البناء و الابداع خالية من الظلم و الاستغلال و الشرور.

الناشر

نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست