responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 19

الطاردة)، بل تعتمد على قصورها الكامن و المسالك التي تسلكها تحددها الخواص القياسية للفضاء و بعبارة ادق تحددها خواص متصل الفضاء و الزمن.

و نظرية انشتاين في الجاذبية لها دلالات كونية عميقة، فهي تبين أن الكون ليس بناء جامداً او غير قابل للتبدل نثرت فيه اجرام مستقلة في فضاء و زمان مستقلين بل بالعكس فانه متصل متجانس و ليس بناء ثابتاً بل هو مرن و متغير و معرض دائماً للتغير و التبدل فأينما وجدت مادة و حركة فإن المتصل يضطرب و يتشوش مثله في ذلك مثل سمكة عند ما تعوم في البحر تجعل الماء حولها يضطرب، و كذلك فإن النجوم او الشهب او المجرات تحور هندسة الفضاء و الزمن عند ما تتحرك خلالهما. و لذلك يمكن تشبيه الكون بفقاعة الصابون المتمددة او (نفاخة الاطفال) فهو محدود و لكنه غير متناه.

(3) نظرية المجال الموحد:

و بيّن في نظريته عن المجال الموحد ان المادة تكافئ الطاقة، و ان المجال الكهربائي المغناطيسي و مجال الجاذبية شي‌ء واحد. فالمادة و الطاقة و الجاذبية حقيقة واحدة لا يختلف بعضها عن بعض الا كما يختلف الماء السائل عن بخار الماء او الثلج فالمادة طاقة مركزة، و الطاقة مادة متحررة و المادة عند ما تسير بسرعة النور تصبح طاقة و حقيقة الوجود واحدة هي تموج في متصل الفضاء و الزمن.

و يظهر للقارئ من ذلك التقارب الشديد بين آرائه و آراء فلاسفة التصوف الاسلامي. فآراؤه في النسبية الخاصة عن الحركة و الزمن و المكان و الكتلة متشابهة لنظرية واجب الوجود التي تبين ان كل شي‌ء في الوجود مرتبط بغيره و متوقف على غيره و الوجود القائم بالذات الحي الدائم هو اللّه و النظرية الثانية بالطبع اوسع و اعم من النسبية الخاصة.

و آراؤه في النسبية العامة و الجاذبية العامة تؤيد وجود منظم لهذا الكون و تفند مفهوم الجاذبية المؤدي الى اعتبار الكون جامداً و مسخراً لقوة ذاتية آلية جامدة بل يظهر كأنه يخضع لمحرك خارج عنه و يظهر ذلك في الامثلة التي يشرحها لتوضيح حقيقة الجاذبية.

و آراؤه في المجال الموحد مطابقة تماماً لنظرية وحدة الوجود و نظرية وحدة الوجود مؤيدة لوجود اللّه الواحد الأحد الفرد الصمد. فإن اتفاق الأشياء في حقيقتها ناجم عن علة واحدة و سبب واحد هو اللّه تعالى، و لو كانت الأشياء حقائق مطلقة ثابتة لكانت خالدة غير قابلة للتغير. فالكثرة ترجع الى الواحد، و لو لا الكثرة الظاهرة ما عرف اللّه الواحد فهي دلائل لوجوده و آيات بينات ساطعات لنوره الفيّاض. فالله نور السماوات و الأرضين.

الأخلاق و التصوف

يطعن بعض الكتاب في آراء الصوفية بأنها آراء تنطوي على التشاؤم و لا تنظر الى الوجود نظرة تفاؤل حيث تجعل الزوال و الفناء من صفات الوجود الاساسية. و هذا سوء فهم من الناس، او سوء تطبيق من بعض الاتباع فإن النظرية تمتاز بالشمول و الانطلاق و الحرية و التفاؤل. فإن النظرية و ان قالت بزوال الموجودات و لكن ما قالت بعدم التجدد و حدوث موجودات جديدة أي انها لم تقل بالفناء المطلق بل قالت بالتغير و التجدد اشياء تزول و اشياء تظهر و تحدث. و ربما كانت الحوادث الناشئة افضل من سابقتها. فهي آراء تدعو الى التقدم و التغير الى الأفضل لا التغير الى العدم و الفناء او انقراض الحياة و الانسان. كما انها حين ترجع الموجودات الى حقيقة واحدة تفسح امام الانسان مجالًا واسعاً من الامكانيات التي تنفعه و تحقق له الحرية و السعادة فيتحرر من قيود الطبيعة و يسيطر عليها و يسخرها لنفعه. و عند ما‌

نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست