responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 18

الحادث بأبعاد أربعة فإن بيان موضع الطائرة بابعاد خط الطول و العرض و الارتفاع لا تكفي للدلالة على حركة الطائرة و لكن لا بد من البعد الرابع الخاص بالزمن أي لا بد من معرفة تغيرات الموضع بتغير الزمن.

و بعد ان وضح اتصال الزمان مع المكان صحح بعض الاخطاء التي وقع فيها نيوتن فشك في ان التوازن بين الجاذبية و القصور الذاتي كان مجرد صدفة من مصادفات الطبيعة و الكون، و بين تكافؤ القصور الذاتي و الجاذبية الذي ينص على انه لا سبيل الى التمييز بين الحركة الناتجة من القصور الذاتي كالتعجيل و الاصطدام و القوة المركزية الطاردة و الحركة الناتجة من قوة الجاذبية. و رفض الأخذ بالرأي القائل بأن الجاذبية قوة تؤثر على مسافات بعيدة و قال: ان قوة جاذبية الارض للاجسام لا تصل الى ابعد الآفاق في الفضاء.

الفرق بين رأي نيوتن في الجاذبية و رأي انشتاين هو في بيان الفرق بين القصور الذاتي (الاستمرارية) و الجاذبية و نوضح للقارئ هذا الفرق في الاجسام الساقطة فإنه من المعلوم في علم الطبيعة اذا رمينا حجراً من محل مرتفع فإنه تزداد سرعة سقوط الحجر بزيادة الزمن. و يرجع نيوتن زيادة السرعة (التعجيل) الى استمرار تأثير قوة الجاذبية من جهة و إلى الاستمرارية من جهة اخرى فلو كانت قوة الجاذبية موجودة وحدها لاستمر الحجر في السقوط بسرعة منتظمة فقط و لكن القصور الذاتي او الاستمرارية [1] تجعل الجسم يستمر على سرعته المكتسبة. و بقاء تأثير القوة لا بد ان يزيد في سرعة حركة الجسم اذا كان يسير على خط مستقيم [2].

و تعرف القوة في علم الطبيعة بأنها ما يحرك جسماً ساكناً او يوقف جسماً متحركاً او يزيد في سرعة الجسم او يغير اتجاه حركة الجسم او يغير شكل الجسم و تساوي في المعادلة الكتلة في التعجيل.

ق ك ع‌

لما انشتاين فلا يفرض هذا الفرق بين الجاذبية و القصور الذاتي و يعتبر الجاذبية جزء من القصور الذاتي و هما شي‌ء واحد. و ظهر في علم الفلك عدة ادلة ايدت آراء انشتاين عن الجاذبية لا مجال لشرحها. و بما ان الحركة نسبية فقد أزال الفرق بين الحركة المنتظمة و الحركة غير المنتظمة و قال في نظرية النسبية العامة (ان قوانين الحياة تنطبق على جميع الاجسام دون اعتبار لحالات حركتها).

في النسبية العامة لا يعتبر الجاذبية قوة بل هي مجال كالمجال المغناطيسي الكهربائي و له صفات مشابهة لذلك المجال، و يرى ان قوة الجاذبية ما هي الا جزء من القصور الذاتي [3] و حركة النجوم و الكواكب لا تعتمد على قوة الجاذبية، و سرعتها المنتظمة لم تنشأ عن التوازن بين قوة الجاذبية (القوة المركزية) و الاستمرارية (القوة المركزية‌


[1] يعرفها علماء الطبيعة بأنها محاولة الجسم للمحافظة على حالته في السكون و الحركة ما لم يؤثر فيه مؤثر.

[2] تغيير اتجاه حركة الجسم يحتاج الى قوة.

[3] وضّح انشتاين تكافؤ الجاذبية و القصور الذاتي بعدة امثلة لطيفة يستطيع ان يفهمها الشخص المثقف فراجعها في كتاب (العالم و انشتاين) تعريب محمد عاطف البرقوقي ص 82.

نام کتاب : مبادئ الإيمان نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست