responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 126

وقصّة أولئك الأشخاص الثلاثة ، وهم : كعب بن مالك ، ومعهُ شخصان آخران ، كما يقصّها القرآن الكريم ويُبيّنها المفسّرون ، أنّهم لم يشتركوا مع المسلمين في الحرب ، وفضّلوا البقاء في المدينة ، الأمر الذي أدّى إلى سَخط المسلمين عليهم وقَطع علاقة الجميع بهم ، بحيث ضاقت عليهم الأرض على سعتها ، بل ضاقت عليهم أنفسهم أيضاً ، إذ أصدرَ النبيّ أمراً بعدم مخالطتهم ومعاملتهم ، فالتزمَ جميع المسلمين بهذا الأمر حتّى أبناء أولئك الثلاثة وزوجاتهم ، فعاشوا حالة من الضغط الروحي والنفسي ، أجبرتهم على اللجوء إلى الصحراء ، وقيّدوا أنفسهم هناك وحَبسوها حتّى يتوب الله تعالى عليهم .

قال تعالى : ( وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أنْ لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثمّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [1] .

وعليه : فإنّ المعصية والإثم والسير خلافاً للوجدان ونداء الفطرة الإنسانية ، هي أعمال منشؤها الإنسان ، وضحيّتها بالدرجة الأولى هو الإنسان نفسه ، إذ إنّها ترتد على الإنسان بالألم والعذاب الروحي ، وتتركهُ يعيش حياة عصيبة مظلمة .

ويجدر بنا أن نترنّم هنا بأبياتٍ من شعر العارف المشهور في القرن الخامس للهجرة ( بابا طاهر عريان ) ، إذ يقول مُصوّراً الآثار الضارّة للذنوب في الدنيا والآخرة ؟

لا تـفعل ما يُعيقك عن التحرّك فتضيقُ عليك الأرض على سَعتِها

فـحينما يـقرؤون غداً iiصحيفتك سـتكون قـراءتها سبباً iiلمَساءَتك


[1] سورة التوبة : الآية 118 .

نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست