نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 124
ثانياً : إنّ تعرّف جذور القلق والاضطراب ، ينتهي إلى معرفة الذات ، ويجعل العلاج أسهل ، وطبعاً لابدّ من الانتباه إلى أنّ البحث عن جذور القلق ، تتطلّب همّة عالية وسِعة من الوقت ، لنكتشف منشأ ما نعانيه ، وهل مردّه إلى وضعنا العائلي ، أم لتعرّضنا لهجوم البيئة ورفاق السوء ، وإنّ عدم وعينا للأمور راجع إلى توقّعاتنا غير المنطقيّة ، أم إلى الأنانية والغرور واستغراقنا في التخيّلات ، وبالنتيجة هل أنّ معصيتنا وطغياننا هو الذي أدّى إلى ابتلائنا بهذا الوضع المؤلِم ؟ وباختصار : هل أنّ سبب معاناتنا كامنٌ فينا وراجع إلينا ؟
وعلى أيّة حال ـ سواء كان الآخرون هم منشأ تعاسَتنا ، أم كان سببها أنّهم لم يسعوا لنجدتنا ـ فإنّ بوسعنا أن نتعرّف الأرضية التي تجعل نفوسنا قابلة للتحطيم ، ونتعرّف أيضاً عواملها الواقعية ، ونتمكّن من رَفعها بالشجاعة والإرادة الصلبة .
وجديرٌ بالذكر ، أنّنا نُلقي على غيرنا كثيراً من حالات التعاسة والقنوط التي تواجهنا في حياتنا ، ونَعدّ الآخرين مقصّرين بحقّنا ، ولو أنّنا فكّرنا بدقّةٍ ، وحرّرنا عقولنا من مشاعر العصبيّة والخيالات الكاذبة ، وطهّرنا نفوسنا من اللجاجة والعُنف ، لنحكم في ضوء الوجدان النظيف ، فإنّنا سنُدرك حتماً أنّنا نحن الذين هيّأنا أرضية هجوم الآخرين علينا ، وإنّه لا يَحسُن بنا الفرار من تحمّل المسؤولية ، وإلقاء ذنوبنا على الآخرين .
مـن دخـيلتنا السيّئة يكون العالَم كجهنّم ولو لم يكن باطنُنا مظلماً لكانت الدنيا جنّة
فلأجل معرفة عوامل القلق والاضطراب في الحياة ، والتي مردّها بصورة عامّة إلى الإنسان نفسه ، ولأجل تشخيص طريقة علاجها ، لابدّ أن نبحث ذلك في ضوء آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة .
نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 124