responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 85

صار حارّا مؤذيا.

ثمّ إنّ دمنة استأنس بالأسد و خلا به فقال له يوما: أرى الملك قد أقام في مكان واحد لا يبرح منه فما سبب ذلك؟فبينما هما في هذا الحديث إذ خار شتربة خوارا [1] شديدا فهيّج الأسد و كره أن يخبر دمنة بما ناله، و علم دمنة أنّ ذلك الصوت قد أدخل على الأسد ريبة و هيبة، فسأله: هل راب الملك‌ [2] سماع هذا الصوت؟قال: لم يربني شي‌ء سوى ذلك، قال دمنة: ليس الملك بحقيق أن يدع مكانه لأجل صوت، فقد قالت العلماء: إنه ليس من كلّ الأصوات تجب الهيبة، قال الأسد:

و ما مثل ذلك؟

قال دمنة: زعموا أنّ ثعلبا أتى أجمة فيها طبل معلّق على شجرة و كلّما هبّت الرّيح على قضبان تلك الشّجرة حرّكتها فضربت الطبل فسمع له صوت عظيم باهر فتوجّه الثّعلب نحوه لأجل ما سمع من عظيم صوته، فلمّا أتاه وجده ضخما فأيقن في نفسه بكثرة الشّحم و اللّحم فعالجه حتى شقّه فلمّا رآه أجوف لا شي‌ء فيه قال: لا أدري لعلّ أفشل‌ [3] الأشياء أجهرها صوتا و أعظمها جثّة.

و إنّما ضربت لك هذا المثل لتعلم أنّ هذا الصّوت الذي راعنا [4] لو وصلنا إليه لوجدناه أيسر ممّا في أنفسنا، فإن شاء الملك بعثني و أقام بمكانه حتى آتيه ببيان هذا الصّوت، فوافق الأسد قوله فأذن له في الذهاب نحو الصّوت.

فانطلق دمنة إلى المكان الذي فيه شتربة، فلمّا فصل‌ [5] دمنة من عند الأسد فكّر الأسد في أمره و ندم على إرسال دمنة حيث أرسله، و قال في نفسه: ما أصبت في ائتمان دمنة و اطلاعه على سرّي، و قد كان ببابي مطروحا، فإنّ الرّجل الذي


[1] الخوار: صوت الثور و قد مر.

[2] راب: وقع في شك.

[3] أفشل: أضعف.

[4] راعنا: أخافنا.

[5] فصل: خرج.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست