responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 80

فقال دمنة يوما لأخيه كليلة: يا أخي ما شأن الأسد مقيما مكانه لا يبرح و لا ينشط، قال له كليلة: ما شأنك أنت و المسألة عن هذا، نحن على باب ملكنا آخذين بما أحبّ و تاركين ما يكره و لسنا من أهل المرتبة التي يتناول أهلها كلام الملوك و النظر في أمورهم، فامسك عن هذا و اعلم أنه من تكلّف من القول و الفعل ما ليس من شأنه أصابه ما أصاب القرد من النّجّار. قال دمنة: و كيف كان ذلك؟

قال كليلة: زعموا أنّ قردا رأى نجّارا يشقّ خشبة و هو راكب عليها و كلّما شقّ منها ذراعا أدخل فيها وتدا فوقف ينظر إليه و قد أعجبه ذلك، ثم إنّ النّجّار ذهب لبعض شأنه فقام القرد و تكلّف ما ليس من شأنه فركب الخشبة و جعل ظهره قبل الوتد و وجهه قبل الخشبة فتدلى ذنبه في الشقّ و نزع الوتد فلزم الشّقّ عليه فكاد يغشى عليه من الألم. ثمّ إنّ النّجّار وافاه فأصابه‌ [1] على تلك الحالة فأقبل عليه يضربه. فكان ما لقي من النّجّار من الضرب أشدّ ممّا أصابه من الخشبة. قال دمنة: قد سمعت ما ذكرت، و لكن اعلم أنّ كلّ من يدنو من الملوك ليس يدنو منهم لبطنه و إنّما يدنو منهم ليسرّ الصديق و يكبت‌ [2] العدوّ، و إنّ من الناس من لا مروءة له و هم الذين يفرحون بالقليل و يرضون بالدّون كالكلب الذي يصيب عظما يابسا فيفرح به، و أمّا أهل الفضل و المروءة فلا يقنعهم القليل و لا يرضون به دون أن تسمو [3] بهم نفوسهم إلى ما هم أهل له و هو أيضا لهم أهل كالأسد الذي يفترس الأرنب فإذا رأى البعير تركها و طلب البعير، أ لا ترى أنّ الكلب يبصبص‌ [4] بذنبه حتى ترمى له الكسرة و أنّ الفيل المعترف بفضله و قوّته إذا قدّم إليه علفه لا يعتلفه حتى يمسح وجهه و يتملّق له فمن عاش ذا مال و كان ذا فضل و إفضال على أهله و إخوانه فهو و إن قلّ عمره طويل


[1] أصابه: وجده.

[2] يكبت: يذل و يقهر.

[3] تسمو: تعلو.

[4] يبصبص بذنبه: يحركه.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست