نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 63
باب برزويه
ترجمة بزرجمهر بن البختكان
قال برزويه بن أزهر رأس أطبّاء فارس و هو الّذي تولّى انتساخ هذا الكتاب و ترجمه من كتب الهند و قد مضى ذكر ذلك من قبل: إن أبي كان من المقاتلة [1] و كانت أمّي من عظماء بيوت الزّمازمة [2] و كان منشئي في نعمة كاملة و كنت أكرم ولد أبويّ عليهما و كانا بي أشدّ احتفاظا من دون إخوتي، حتى إذا بلغت سبع سنين أسلماني إلى المؤدّب فلمّا حذقت الكتابة [3] شكرت أبويّ و نظرت في العلم فكان أوّل ما ابتدأت به و حرصت عليه علم الطبّ لأني كنت عرفت فضله، فأقمت في تعلّمه سبع سنين و كلّما ازددت منه علما ازددت فيه حرصا و له اتّباعا، فلمّا همّت نفسي بمداواة المرضى و عزمت على ذلك، آمرت [4] نفسي ثمّ خيّرتها بين الأمور الأربعة التي يطلبها الناس و فيها يرغبون و لها يسعون فقلت: أيّ هذه الخلال أبتغي في علمي و أيّها أحرى [5] بي فأدرك منه حاجتي، المال أم الذّكر أم اللّذّات أم الآخرة. و كنت وجدت في كتب الطّبّ أنّ أفضل الأطبّاء من
[2] الزمازمة: طائفة من عظماء المجوس و هي لفظة مأخوذة من الزمزمة و هي تراطن العلوج على أكلهم و هم صموت لا يستعملون لسانا و لا شفة لكنه صوت تديره في خياشيمها و حلوقها فيفهم بعضهم عن بعض.