نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 59
و قال: إن أتيت ليلا لم آمن أن أحمل عدلا من أعدالي أو رزمة [1] من رزمي و لا أعرفها فيذهب عنائي و تعبي باطلا، فأخذ رداءه [2] و ألقاه على العدل الذي أضمر أخذه ثم انصرف إلى منزله، و جاء رفيقه بعد ذلك ليصلح أعداله فوجد رداء شريكه على بعض أعداله، فقال: و اللّه هذا رداء شريكي و لا أحسبه إلاّ قد نسيه. و ما الرّأي أن أدعه هاهنا، و لكن أجعله على رزمه فلعلّه يسبقني إلى الحانوت فيجده حيث يحبّ ثم أخذ الرّداء فألقاه على عدل من أعدال رفيقه و أقفل الحانوت و مضى إلى منزله. فلمّا جاء الليل أتى رفيقه و معه رجل قد واطأه [3] على ما عزم عليه و ضمن له جعلا [4] على حمله فصار إلى الحانوت في الظّلمة فالتمس الإزار فوجده على العدل فاحتمل ذلك العدل و أخرجه هو و الرّجل و جعلا يتراوحان على حمله [5] حتى أتى منزله و رمى نفسه تعبا، فلمّا أصبح افتقده فإذا هو بعض أعداله فندم أشدّ النّدامة ثم انطلق نحو الحانوت فوجد شريكه قد سبقه إليه ففتح الحانوت و فقد العدل فاغتمّ لذلك غمّا شديدا و قال:
وا سوأتاه [6] من رفيق صالح قد ائتمنني على ماله و خلّفني فيه ما ذا يكون حالي عنده، و لست أشكّ في تهمته إيّاي و لكن قد وطّنت [7] نفسي على غرامته، فلمّا أتاه صاحبه وجده مغتمّا فسأله عن حاله فقال: إني قد افتقدت الأعدال و فقدت عدلا من أعدالك و لا أعلم بسببه، و إني لا أشكّ في تهمتك إيّاي و إني قد وطّنت نفسي على غرامته، فقال له: يا أخي لا تغتم فإنّ الخيانة شرّ ما عمله الإنسان، و المكر و الخديعة لا يؤدّيان إلى خير و صاحبهما مغرور أبدا و ما عاد وبال البغي إلاّ على صاحبه، و أنا أحد من مكر و خدع و احتال، فقال له صاحبه: و كيف كان ذلك؟فأخبره خبره و قصّ عليه قصّته، فقال له رفيقه: ما مثلك إلاّ مثل اللّصّ و التّاجر، فقال له: و كيف كان ذلك؟