responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 235

الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهمّ قال لها: يا حمامة ما لي أراك كاسفة البال سيئة الحال؟

فقالت له: يا مالك الحزين إنّ ثعلبا دهيت به، كلّما كان لي فرخان جاءني يتهدّدني و يصيح في أصل النّخلة فأفرق‌ [1] منه فأطرح إليه فرخيّ. قال لها مالك الحزين: إذا أتاك ليفعل ما تقولين، فقولي له لا ألقي إليك فرخيّ فارق إليّ و غرّر بنفسك فإذا فعلت ذلك‌ [2] و أكلت فرخيّ طرت عنك و نجوت بنفسي. فلمّا علّمها مالك الحزين هذه الحيلة طار فوقع على شاطئ نهر، فأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف فوقف تحت النخلة ثمّ صاح كما كان يفعل فأجابته الحمامة بما علّمها مالك الحزين، فقال لها: أخبريني من علّمك هذا؟قالت: علّمني مالك الحزين فتوجّه الثعلب حتّى أتى مالكا الحزين على شاطئ النّهر فوجده واقفا.

فقال له الثعلب: يا مالك الحزين إذا أتتك الرّيح عن يمينك فأين تجعل رأسك؟ قال: عن شمالي. قال: فإذا أتتك عن شمالك أين تجعل رأسك؟قال: أجعله عن يميني أو خلفي، قال: إذا أتتك الرّيح من كلّ مكان و كلّ ناحية أين تجعله؟قال:

أجعله تحت جناحيّ. قال: و كيف تستطيع أن تجعله تحت جناحيك، ما أراه يتهيّأ لك، قال: بلى. قال: فأرني كيف تصنع فلعمري يا معشر الطير لقد فضّلكنّ اللّه علينا إنّكنّ تدرين في ساعة واحدة مثل ما ندري في سنة، و تبلغن ما لا نبلغ و تدخلن رءوسكنّ تحت أجنحتكنّ من البرد و الرّيح فهنيئا لكنّ فأرني كيف تصنع. فأدخل الطّائر رأسه تحت جناحيه فوثب عليه الثعلب مكانه فأخذه فهمزه همزة دقّ عنقه‌ [3] ثمّ قال: يا عدوّ نفسه ترى الرّأي للحمامة و تعلّمها الحيلة لنفسها و تعجز عن ذلك لنفسك حتّى يتمكّن منك عدوّك ثمّ قتله و أكله.


[1] أفرق: أخاف.

[2] غرر بنفسك: عرضها للهلكة.

[3] همزه: ضغطه و دفعه و ضربه. ودق عنقه: كسرها.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست