و هو آخر الكتاب قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: قد سمعت هذا المثل فاضرب لي مثلا في شأن الرّجل الذي يرى الرّأي لغيره و لا يراه لنفسه.
قال الفيلسوف: إنّ مثل ذلك مثل الحمامة و الثعلب و مالك الحزين. قال الملك: و ما مثلهنّ؟
قال الفيلسوف: زعموا أنّ حمامة كانت تفرخ في رأس نخلة طويلة ذاهبة في السّماء، فكانت الحمامة تشرع في نقل العشّ إلى رأس تلك النّخلة فلا يمكنها أن تنقل ما تنقل من العشّ و تجعله تحت البيض إلاّ بعد شدّة و تعب و مشقّة لطول النّخلة و سحقها [2] فإذا فرغت من النّقل باضت ثمّ حضنت بيضها فإذا فقّست [3] و أدرك فراخها جاءها ثعلب قد تعهّد [4] ذلك منها لوقت قد علمه بقدر ما ينهض فراخها فيقف بأصل النّخلة فيصيح بها و يتوعّدها [5] أن يرقى إليها أو تلقي إليه فراخها فتلقيها إليه، فبينما هو ذات يوم و قد أدرك لها فرخان إذ أقبل مالك الحزين فوقع على النّخلة، فلمّا رأى