responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 198

و اغتبطوا [1] لأنفسهم بما أصابهم من ذلك.

قال الأسد: دع عنك هذا فإني غير معفيك من العمل. قال ابن آوى: إنّما يستطيع خدمة السّلطان رجلان لست بواحد منهما. إمّا فاجر مصانع‌ [2] ينال حاجته بفجوره و يسلم بمصانعته، و إمّا مغفّل لا يحسده أحد. فمن أراد أن يخدم السّلطان بالصّدق و العفاف فلا يخلط ذلك بمصانعته و حينئذ قلّ أن يسلم على ذلك، لأنّه يجتمع عليه عدوّ السّلطان و صديقه بالعداوة و الحسد، أمّا الصّديق فينافسه في منزلته و يبغي عليه فيها و يعاديه لأجلها، و أمّا عدوّ السّلطان فيضطغن‌ [3] عليه لنصيحته لسلطانه و إغنائه عنه فإذا اجتمع عليه هذان الصّنفان فقد تعرّض للهلاك.

قال الأسد: لا يكوننّ بغي أصحابي عليك و حسدهم إيّاك ممّا يعرض في نفسك فأنت معي و أنا أكفيك ذلك و أبلغ بك من درجات الكرامة و الإحسان على قدر همّتك.

قال ابن آوى: إن كان الملك يريد الإحسان إليّ فليدعني في هذه البريّة أعيش آمنا قليل الهمّ راضيا بعيشي من الماء و الحشيش، فإنّي قد علمت أنّ صاحب السّلطان يصل إليه من الأذى و الخوف في ساعة واحدة ما لا يصل إلى غيره في طول عمره، و إنّ قليلا من العيش في أمن و طمأنينة خير من كثير من العيش في خوف و نصب‌ [4] . قال الأسد: قد سمعت مقالتك فلا تخف شيئا ممّا أراك تخاف منه، و لست أجد بدّا من الاستعانة بك في أمري.

قال ابن آوى: أمّا إذ أبى الملك إلاّ ذلك فليجعل لي عهدا إن بغى عليّ أحد من أصحابه ممّن هو فوقي مخافة على منزلته أو ممّن هو دوني لينازعني في منزلتي فذكر


[1] أغنوا عنك: أي أجزءوا و نفعوا. و اغتبطوا أي عدوا أنفسهم سعداء.

[2] مصانع: مداهن.

[3] يضطغن: يحقد.

[4] نصب: تعب.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست