responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 193

العلل‌ [1] كما تبتغي النّار الحطب، فإذا وجد علّة استعر استعار النار فلا يطفئه حسن كلام و لا لين و لا خضوع و لا تضرّع و لا مصانعة [2] و لا شي‌ء دون تلف الأنفس، مع أنّه ربّ واتر يطمع في مراجعة الموتور لما يرجو أن يقدر عليه من النفع له و الدّفع عنه، و لكنّي أنا أضعف من أن أقدر على شي‌ء يذهب به ما في نفسك و لو كانت نفسك منطوية لي على ما تقول ما كان ذلك عنّي مغنيا، و لا أزال في خوف و وحشة و سوء ظنّ ما اصطحبنا، فليس الرّأي بيني و بينك إلاّ الفراق و أنا أقرأ عليك السلام.

قال الملك: لقد علمت أنّه لا يستطيع أحد لأحد ضرّا و لا نفعا، و أنه لا شي‌ء من الأشياء صغيرا و لا كبيرا يصيب أحدا إلاّ بقضاء و قدر معلوم، و كما أنّ خلق ما يخلق و ولادة ما يولد و بقاء ما يبقى ليس إلى الخلائق منه شي‌ء، كذلك فناء ما يفنى و هلاك ما يهلك، و ليس لك في الذي صنعت بابني ذنب و لا لابني فيما صنع بابنك ذنب، إنّما كان ذلك كلّه قدرا مقدورا و كلانا له علّة فلا نؤاخذ بما أتانا به القدر. قال فنزة: إنّ القدر لكما ذكرت لكن لا يمنع ذلك الحازم من توقّي المخاوف و الاحتراس من المكاره. و لكنّه يجمع تصديقا بالقدر و أخذا بالحزم و القوّة، و أنا أعلم أنّك تكلّمني بغير ما في نفسك، و الأمر بيني و بينك غير صغير لأنّ ابنك قتل ابني و أنا فقأت عين ابنك، و أنت تريد أن تشتفي بقتلي و تختلني‌ [3] عن نفسي و النفس تأبى الموت. و قد كان يقال الفاقة [4] بلاء و الحزن بلاء و قرب العدوّ بلاء و فراق الأحبّة بلاء و السّقم بلاء و الهرم بلاء و رأس البلايا كلّها الموت.

و ليس أحد بأعلم بما في نفس الموجع الحزين ممّن ذاق مثل ما به، فأنا بما في


[1] العلل: الأسباب.

[2] المصانعة: المداراة و الرشوة. و في المثل: من صانع بالمال لم يحتشم من طلب الحاجة.

[3] تختلني: تخدعني.

[4] الفاقة: الفقر و الحاجة.

غ

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست