responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 2  صفحه : 979

كافّة أهل الإسلام، إذ من عدى الشيعة و السنة من الفرق فقوله ساقط مردود و حشو مطرح، فثبت أنّ هذا إجماع كافّة أهل الإسلام، و مع ثبوت الإجماع على ذلك و صحّته فأيّما أفضل؟ الإمام أو المأموم في الصلاة و الجهاد معا؟

و الجواب عن ذلك أن نقول: هما قدوتان: نبي و إمام، و إن كان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما و هو الإمام يكون قدوة للنبي في تلك الحال و ليس فيهما من تأخذه في اللّه لومة لائم، و هما أيضا معصومان من ارتكاب القبائح كافة و المداهنة و الرياء و النفاق، و لا يدعوا الداعي لاحدهما إلى فعل ما يكون خارجا عن حكم الشريعة، و لا مخالفا لمراد اللّه و رسوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و إذا كان الأمر كذلك فالإمام أفضل من المأموم لموضع ورود الشريعة المحمديّة بذلك، بدليل قول النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): يؤمّ بالقوم أقرأهم فإن استووا فأعلمهم، فإن استووا فأفقههم، فإن استووا فأقدمهم هجرة، فإن استووا فأصبحهم وجها، فلو علم الإمام أنّ عيسى (عليه السلام) أفضل منه لما جاز له أن يتقدّم عليه لإحكامه علم الشريعة، و لموضع تنزيه اللّه تعالى له من ارتكاب كلّ مكروه، و كذلك لو علم عيسى أنّه أفضل منه لما جاز له أن يقتدى به لموضع تنزيه اللّه له من الرياء و النفاق و المحاباة، بل لما تحقّق الإمام أنّه أعلم منه جاز له أن يتقدّم عليه و كذلك قد تحقّق عيسى أنّ الإمام أعلم منه، فلذلك قدّمه و صلّى خلفه و لو لا ذلك لم يسعه الاقتداء بالإمام، فهذه درجة الفضل في الصلاة.

ثمّ الجهاد و هو بذل النفس بين يدي من يرغب إلى اللّه تعالى بذلك و لو لا ذلك لم يصحّ لأحد جهاد بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و لا بين يدي غيره، و الدليل على صحّة ما ذهبنا إليه قول اللّه سبحانه و تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‌ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‌، و إنّ الإمام نائب الرسول في أمّته، و لا يسوغ لعيسى (عليه السلام) أن يتقدّم على الرسول فكذلك على نائبه.

و ممّا يزيد هذا القول ما رواه الحافظ أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث طويل في نزول عيسى (عليه السلام) فمن ذلك ما قالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول اللّه فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل و جلّهم ببيت المقدس و إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذا نزل بهم عيسى بن مريم فرجع ذلك الإمام‌

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 2  صفحه : 979
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست