نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 413
و إيّاكم و التدابر و التقاطع و التفرّق، و تعاونوا على البرّ و التقوى، و لا تعاونوا على الإثم و العدوان، و اتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب، حفظكم اللّه من أهل بيت و حفظ فيكم نبيّكم، أستودعكم اللّه و أقرأ عليكم السلام و رحمة و بركاته.
و لم ينطق إلّا بلا إله إلّا اللّه حتّى قبض (عليه السلام) في شهر رمضان سنة أربعين، و غسله الحسن و الحسين و عبد اللّه بن جعفر، و كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، و كبّر عليه الحسن تسع تكبيرات.
و كان (عليه السلام) نهى الحسن عن المثلة فقال: يا بني عبد المطلب لا ألفينّكم (1) تخوضون (في) دماء المسلمين (خوضا) تقولون: قتل أمير المؤمنين! ألا لا يقتلنّ بي إلّا قاتلي، أنظر يا حسن إن أنا متّ من ضربتي هذه فاضربه ضربة و لا تمثّل بالرجل، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: إيّاكم و المثلة و لو بالكلب العقور (2).
فلمّا قبض (عليه السلام) بعث الحسن (عليه السلام) إلى ابن ملجم فقتله، و لفّه الناس في البواري و أحرقوه، و كان أنفذ إلى الحسن يقول: إنّي و اللّه ما أعطيت اللّه عهدا إلّا وفيت به، إنّي عاهدت أن أقتل عليّا و معاوية أو أموت دونهما فإن شئت خلّيت بيني و بينه و لك اللّه عليّ أن أقتله فإن قتلته و بقيت لآتينّك حتّى أضع يدي في يدك، فقال: أما و اللّه حتّى تعاين النّار ثمّ قدمه فقتله.
و ذكر أبو المؤيّد في مناقبه يرفعه أنّ عليّا (عليه السلام) قال لام كلثوم: يا بنية ما أراني إلّا قلّ ما أصحبكم، قالت: و لم يا أبة؟ قال: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) البارحة في المنام و هو يمسح الغبار عن وجهي، و يقول لي: يا علي لا عليك قضيت ما عليك.
و عنه قال: لمّا ضرب علي (عليه السلام) تلك الضربة قال: فما فعل ضاربي؟ أطعموه من طعامي و اسقوه من شرابي، فإن عشت فأنا أولى بحقّي، و إن متّ فاضربوه ضربة و لا تزيدوه عليها، ثمّ أوصى الحسن فقال: لا تغال في كفني فإنّي سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: لا تغالوا في الكفن و امشوا بين المشيتين فإن كان خيرا عجلتموني، و إن كان شرّا ألقيتموني (3) عن اكتفافكم.