نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 356
طالب و أنتم تزعمون أنّي زوّجته ابنتي فاطمة، و لقد خطبها إليّ أشراف قريش فلم أجب، كلّ ذلك أتوقّع الخير من السماء حتّى جاءني جبرئيل (عليه السلام) ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان، فقال: يا محمّد العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام، و قد جمع الروحانيين و الكروبيين في واد يقال له الأفيح (1) تحت شجرة طوبى، و زوّج فاطمة عليّا و أمرني فكنت الخاطب، و اللّه تعالى الولي، و أمر شجرة طوبى فحملت الحلي و الحلل و الدرّ و الياقوت ثمّ نثرته، و أمر الحور العين فاجتمعن فلقطن فهنّ يتهادينه إلى يوم القيامة، و يقلن هذا نثار فاطمة.
و عن علقمة عن عبد اللّه قال: أصاب فاطمة (عليها السلام) صبيحة العرس رعدة، فقال لها النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): زوّجتك سيّدا في الدنيا و إنّه في الآخرة لمن الصالحين، يا فاطمة إنّي لمّا أردت أن أملكك بعلي أمر اللّه شجر الجنان فحملت حليا و حللا، و أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر ممّا أخذ منه صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة، قالت أم سلمة: فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء لأنّ أوّل من خطب عليها جبرئيل.
قال: هذا حديث حسن رزقناه عاليا و فيه مناقب كثيرة لعلي بن أبي طالب:
منها: إنّ اللّه عزّ و جلّ زوّجه من السماء و كان هو وليّه.
و منها: إنّ جبرئيل (عليه السلام) خطب لعقدة نكاحه.
و منها: شهود الملائكة إملاكه.
و منها: تخصيصه بنثار شجر الجنّة على عرسه.
و منها: شهادة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) له بالسيادة في الدنيا و الآخرة.
و منها: إنّه في الآخرة لمن الصالحين و مع الصالحين، و هم الأنبياء و المرسلون، و قد دعا الأنبياء و المرسلون بمثل ذلك، كما قال اللّه تعالى: وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ(2).
و روي أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) دخل على فاطمة (عليها السلام) ليلة عرسها بقدح من لبن،
(1) قد اختلفت النسخ في اسم الوادي ففي بعضها «الأفتيح» و في أخرى «الأقبح» و المختار هو عين ما في نسخة الأصل.