responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 257

على يد وليّه من دمارهم و وبالهم، عند إنجازي ذكر زوايد أذكرها من أخبار صفّين، و على اللّه أتوكّل و به أعتضد و أستعين.

في هذه الحرب قتل أبو اليقظان عمّار بن ياسر رضي اللّه، عنه، و قد تظاهرت الروايات‌

أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال: عمّار بن ياسر جلدة بيبن عيني، تقتله الفئة الباغية.

و في صحيح مسلم عن أمّ سلمة إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال لعمّار: تقتلك الفئة الباغية.

قال ابن الأثير رحمه اللّه: و خرج عمّار بن ياسر على الناس فقال: اللهمّ إنّك تعلم أنّي لو أعلم أنّ رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهمّ إنّك تعلم لو أنّي أعلم أنّ رضاك في أن أضع ظبة سيفي (1) في بطني ثمّ أنحني عليها حتّى تخرج من ظهري لفعلت، و إنّي لا أعلم اليوم عملا أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، و لو أعلم عملا هو أرضى لك منه لفعلته، و اللّه إنّي لأرى قوما ليضربنّكم ضربا يرتاب منه المبطلون، و اللّه لو ضربونا حتّى بلغونا سعفات هجر (2) لعلمنا أنّا على الحق و أنّهم على الباطل، ثمّ قال: من يبتغي رضوان اللّه لا يرجع إلى مال و لا ولد، فأتاه عصابة فقال: اقصدوا بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون بدم عثمان، و اللّه ما أرادوا الطلب بدمه و لكنّهم ذاقوا الدنيا و استحقبوها، و علموا أنّ الحقّ إذا لزمهم حال بينهم و بين ما يتمرّغون فيه منها، و لم تكن لهم سابقة يستحقّون بها طاعة الناس و الولاية عليهم، فخدعوا أتباعهم بأن قالوا:

إمامنا قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة و ملوكا، فبلغوا ما ترون، و لو لا هذه الشبهة لما تبعهم رجلان من الناس، اللهمّ إن تنصرنا فطال ما نصرت، و إن تجعل لهم الأمر فادّخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم، ثمّ مضى و معه العصابة، فكان لا يمرّ بواد من أودية صفين إلّا تبعه من كان هناك من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، ثمّ جاء إلى هاشم بن عتبة بن أبي الوقاص و هو المرقال و كان صاحب راية علي (عليه السلام) فقال: يا هاشم، أعورا و جبنا؟ لا خير في أعور لا يغشى البأس، اركب يا هاشم، فركب و مضى معه و هو يقول:

أعور يبغي أهله محلّا * * * قد عالج الحياة حتّى ملّا


(1) ظبة السيف: حدّه.

(2) سعفات جمع السعفة- بالتحريك-: جريدة النخل. و هجر: اسم لجميع ارض بحرين. و قيل: إنّما خص هجر في هذا الحديث لبعد المسافة و لكثرة النخيل بها.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست