responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 256

تطاول ليلى بالهموم الطوارق * * * فصافحت من دهري وجوه البوائق‌

أ أخدعه و الخدع منّي سجيّة * * * أم أعطيه من نفسي نصيحة وامق (1)

أم اقعد في بيتي و في ذاك راحة * * * لشيخ يخاف الموت في كلّ شارق (2)

فلمّا أصبح دعا مولاه وردان و كان عاقلا، فشاوره في ذلك فقال وردان: إنّ مع علي آخرة و لا دنيا معه، و هي التي تبقى لك و تبقى فيها، و إنّ مع معاوية دنيا و لا آخرة معه و هي التي لا تبقى على أحد فاختر ما شئت، فتبسّم عمرو و قال:

يا قاتل اللّه وردانا و فطنته * * * لقد أصاب الذي في القلب وردان‌

لمّا تعرّضت الدنيا عرضت لها * * * بحرص نفسى و في الأطباع أدهان‌

نفس تعف و أخرى الحرص يغلبها * * * و المرء يأكل نتنا و هو غرثان (3)

أمّا علي فدين ليس يشركه * * * دنيا و ذاك له دنيا و سلطان‌

فاخترت من طمعي دنيا على بصر * * * و ما معي بالذي أختار برهان‌

إنّي لأعرف ما فيها و أبصره * * * و فيّ أيضا لما أهواه ألوان‌

لكنّ نفسي تحبّ العيش في شرف * * * و ليس يرض بذل العيش إنسان‌

ثمّ إنّ عمروا رحل إلى معاوية فمنعه ابنه عبد اللّه و وردان فلم يمتنع، فلمّا بلغ مفرق الطريقين الشام و العراق قال له وردان: طريق العراق الآخرة، و طريق الشام طريق الدنيا فأيّهما تسلك؟ قال: طريق الشام.

قلت: لا يغني عبد اللّه و وردان و قد قاده إلى جهنّم الشيطان، و باع حظّه من الآخرة، و شهد عليه ما جرى على لفظه فأحلّه في الساحرة،

و كان من جملة آثاره المذمومة و أفعاله المشؤمة رفع المصاحف التي خرج بها الخوارج فتنكّبوا بها عن الصراط المستقيم، و أخذوا على أمير المؤمنين الرضا بالتحكيم، و انقادوا إلى امتثال أمر الشيطان الرجيم، و هناك نجم أمر الخوارج فأساءوا في التأويل، ففارقوا الحق و تنكّبوا سواء السبيل، و عملوا بآرائهم المدخولة، فتنوّعت لهم فنون الضلالات و الأباطيل، و سأذكر كيفيّة أمر هم و حالهم و ما جرى عليهم جزاء كفرهم و ضلالهم، و ما أباحه اللّه‌


(1) و مقه: أحبّه.

(2) الشارق: الشمس حين تشرق.

(3) الغرثان: الجائع.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست