responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 247

بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ‌ (1)، ثمّ صاح علي (عليه السلام): يا معاوية هلمّ إلى مبارزتي و لا تفنينّ العرب بيننا، فقال معاوية: لا حاجة لي في ذلك فقد قتلت أربعة من سباع العرب فحسبك، فصاح شخص من أصحاب معاوية اسمه عروة ابن داود: يا علي، إن كان معاوية قد كره مبارزتك فهلمّ إلى مبارزتي، فذهب علي نحوه فبدره عروة بضربة فلم تعمل شيئا فضربه عليّ فأسقطه قتيلا، ثمّ قال: انطلق إلى النار، و كبر على أهل الشام عند قتل عروة، و جاء الليل.

و خرج علي (عليه السلام) في يوم آخر متنكّرا و طلب البراز، فخرج إليه عمرو بن العاص و هو لا يعرف أنّه علي، و عرفه علي (عليه السلام) فأطرد بين يديه ليبعده عن عسكره، فتبعه عمرو مرتجزا:

يا قادة الكوفة من أهل الفتن * * * أضربكم و لا أرى أبا الحسن‌

فرجع إليه علي (عليه السلام) و هو يقول:

أبو الحسين فاعلمن و الحسن * * * جاءك يقتاد العنان و الرسن‌

فعرفه عمرو فولّى راكضا و لحقه علي (عليه السلام) فطعنه طعنة وقع الرمح في فصول درعه، فسقط إلى الأرض، و خشي أن يقتله عليّ فرفع رجليه، فبدت سوءته، فصرف علي (عليه السلام) وجهه و انصرف إلى عسكره.

و جاء عمرو و معاوية يضحك منه، فقال: ممّ تضحك؟ و اللّه لو بدا لعلي من صفحتك ما بدا له من صفحتي إذا لأوجع قذالك (2) و أيتم عيالك و أنهب مالك، فقال معاوية: لو كنت تحتمل مزاحا لمازحتك فقال عمرو: و ما أحملني للمزاح و لكن إذا لقى الرجل رجلا فصدّ عنه و لم يقتله أ تقطر السماء دما؟ فقال معاوية: لا و لكنّها تعقّب فضيحة الأبد حينا أما و اللّه لو عرفته لما أقدمت عليه.

قلت: قد أجاد القائل ما شاء و أظنّه أبا فراس بن حمدان:

و لا خير في دفع الردى بمذلّة * * * كما ردّها يوما بسوءته عمرو

و كان في أصحاب معاوية فارس مشهور بالشجاعة اسمه بسر بن أرطاة.

قلت: هذا بسر بن أرطاة لعنه اللّه هو صاحب جيش معاوية إلى اليمن، و كان من‌


(1) البقرة: 194.

(2) القذال: جماع مؤخر الرأس.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست