نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 14
بأوصاف تنم عن مكانته الرفيعة عند معاصريه و منزلته السامية عند من أتى بعده من أصحاب التراجم، فلم تر من يخدش في علمه و دينه و رفيع خلقه، و لم تجد من يغمز في سلوكه الفردي و الاجتماعي، و هذا يدلّ على عقله الوافر و محافظته على الآداب مع من كان يعاشره، كما يدلّ على قيمة ما خلفه من المؤلفات و الكتب التي اعتنى بها العلماء من بعده.
قال بدر الدين يوسف الذهبي الدمشقي يمدحه:
لو لا غرامك بالألحاظ و المقل * * * و بالقدود التي تسبيك بالميل
ما بتّ ترعى السّهى شوقا إلى قمر * * * بالقلب لا الطرف ثاو غير منتقل
و العيس تحت حدوج الغيد غادية * * * تشكو الكلال من الأحداج و الكلل
و قد تغنى لها الحادي فأطربها * * * و هنا على هضبات الرّمل بالرّمل
يحملن كلّ هضيم الكشح ذي هيف * * * و كلّ أحوى رشيق القدّ معتدل
إذا سطى قلت شبل من بني أسد * * * و إن رنا قلت رام من بني ثعل
أبادني طرفه قبل العذول فقل * * * ت السبق للسيف ليس السبق للعذل
فعدّ يا صاح عن دمع الكئيب فما * * * أطلّه اليوم ما يهمي على طلل
و استعطف الريح من وادي الأراك فقد * * * ضنّت على الصب بالإبلال و البلل (1)
* * *
و قال ابن شاكر الكتبي:
«الصاحب بهاء الدين ابن الأمير فخر الدين الإربلي، المنشئ الكاتب البارع، له شعر و ترسّل، كان رئيسا .. و كان صاحب تجمّل و حشمة و مكارم، و فيه تشيّع، و كان أبوه واليا بإربل .. و خلف لما مات تركة عظيمة نحو ألفي ألف درهم تسلّمها ابنه أبو الفتح و محقها و مات صعلوكا» (2).
و هكذا وصفه الصفدي، و أضاف عليه: «و قد أفرد له العزّ الاربلي ترجمة في جزء كبير» (3).