نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 137
ألحد في القرآن حيث مال به عن مدلوله، و سلك غير سبيله، و خالف فيه أئمّة الهدى، و اتّبع داعي الهوى، فتعيّن قتاله إن أصرّ على ضلالته، و دام على مخالفته، و استمرّ على جهالته، و تمادى في مقالته إلى أن يفيء إلى أمر اللّه و طاعته، و لهذا جعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) القتال على تأويله كالقتال على تنزيله، فقاتل النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من جريمته أقوى لموضع النبوة و وكّل قتال من جريمته دون تلك إلى الإمام، إذ كانت الإمامة فرع النبوة، فقاتلهم علي (عليه السلام) بعهد من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إليه، و لقد كان يصرّح بذلك في يوم قتالهم و عند سؤاله عن ذي الثدية و إخراجه من بين القتلى، و يقول: و اللّه ما كذبت و لا كذبت.
و هذا بتمامه نذكره عند ذكرنا لحروبه (عليه السلام)، و ما وجده من اختلاف الأمّة عليه (عليه السلام)، و تظاهر هم على منابذته و محاربته، و شقّ العصا عليه، و سبّه على المنابر، و التبرّي منه، و تتبّع أولاده و شيعته من بعده، و قتلهم و إخافتهم في كلّ ناحية و قطر، و التقرّب إلى ولاة كلّ زمان بدمائهم، و الطعن في عقائدهم، و منعهم حقوقهم، بل بغضهم (1) و تطريدهم و تشريدهم حتّى لعلّك لا تجد مدينة من مدن الإسلام، و لا جهة من الجهات إلّا و فيها لطالبي دم مطلول (2)، و ثار مطلوب، تشارك في قتلهم الاموي و العباسي، و استوى في إخافتهم العدناني و القطحاني، و رضي بإذلالهم العراقي و الشامي، لم يبلغ من الكفّار ما بلغ منهم، و لا حلّ بأهل الكتاب ما حلّ بهم، هذا حال من قتل، فأمّا من استبقى فليته أصاب القوت، أو وجد البلغة، و كيف و من أين يجدها و هو مهان مضطهد، فقير مسكين، قد عاداه الزمان و أرهقه السلطان، و هذا الكلام و إن لم يكن من غرض كتابنا هذا فإنّ القلم جرى بسطره، و الحال ساق إلى ذكره.
و أذكر شيئا من تأويلهم الذي استحقّوا به العقاب و العذاب، و خالفوا فيه السنّة و الكتاب، فإنّهم عمدوا إلى آيات نزلت في الكفّار، فصرفوها عن محلّ مدلولها و حملوها على المؤمنين، فإنّ أئمّة التفسير و علماء الإسلام أجمعوا على أنّ قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ(3) أنّها نزلت في اليهود و هي مختصّة بهم، و ذكروا