و قد كانت الأخبار التي نطالعها في الليل اذا سمعناها منه في النهار نكون كأنّا لم نسمعها [1] من حسن تقريره و عذوبة منطقه.
و في وقت كتابة هذه الكلمات كان زائرا لمولانا الرضا (عليه السلام) متعنا اللّه بطول بقاه، و حشره في الآخرة مع من كان يتولاه.
(الجوهرة العاشرة) في أنه هل يجوز تقليد المجتهد الميّت [2] و الأخذ بتصانيفه أم لا يجوز؟
ذهب أكثر علمائنا (رضوان اللّه عليهم) الى عدم جوازه، و قد بالغ شيخنا الشيخ حسن [3] ابن الشهيد الثاني (ره) في نفيه غاية المبالغة، و هذه عبارته:
[1] (كأنا لم نسمعها منه) يعني أنه كان يأتى بمعان جديدة، و مطالب مزيدة، لتلك الأخبار التي طالعناها بالليل، حتى صارت كأنها لم نطالعها و ما طالعناها كانت غيرها.
[2] المراد منه جواز تقليد الميت ابتداء لا بقاء، لأنّ البقاء على تقليد الميت قد جوّزه الأصوليون أيضا.
[3] هو أبو منصور جمال الدين الحسن (صاحب المعالم) بن الشهيد الثاني زين الدين العاملي (رحمة اللّه عليهما) و خال السيد محمد (صاحب المدارك) و كانا مدة حياتهما كفرسي رهان، و رضيعي لبان، متقاربين في السن، متشاركين في الدرس، عند المحقق الأردبيلي (ره) و المولى عبد اللّه بن الحسين اليزدي و غيرهما، و من مؤلفاته: معالم الدين، منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح و الحسان، الشرح على ألفية الشهيد، مشكاة القول السديد في مسألة الاجتهاد و التقليد، رسالة في عدم جواز تقليد الميت،