قال: تعال ورائي، فمشى بي حتى أوقفني قرب مكان المقدس الأردبيلى، و أشار الى دكة و قال: هذا جدّك! فاذا بشخص رشيد القامة، عظيم الهامة، واسع المنكبين، كبير القدمين نائم على دكة، فكنت واقفا و ذاهلا برؤيته اذ انتبهت من النوم».
و لا شك في أنّ هذه الرؤيا كانت من الرؤى الصادقة، اذ رأيت الروضة مهدومة، و لا يخفى ما فيه من الاشارة الى الحوادث الواقعة بعدها.
مسلكه في الاخبار
لا يخفى أن بعض من ليس له خبرة بأحوال السيّد (رحمه اللّه) ربما يرميه بكونه أخباريّا، و لعله قاسه على كثير من علماء عصره، الذين كان مسلكهم «الأخباريّة» حينذاك، كالشيخ يوسف البحراني (صاحب الحدائق) و الحر العاملي (صاحب الوسائل) و السيّد هاشم البحرانى (صاحب تفسير البرهان) و الفيض الكاشانى (صاحب الصافي و الوافي) و محمّد أمين الأسترابادي (صاحب الفوائد المدنيّة) و غيرهم من الأساطين، و الحال أنه برئ عن هذه التهمة بل كان مسلكه بين الأخباريّة و الأصوليّة، كما كان مسلك أستاذه الفذ العلامة المجلسى (رحمه اللّه).
مضافا الى أنّ الأخباريّة آنذاك لم يكن مذهبا شنيعا و لا مسلكا قبيحا بحيث يوجب الخروج عن التشيع او الدخول في النّار، بل انّه كان مذهبا لكثير من أساطين التشيع، كما أشرنا اليه، بل عن العلامة في النهاية: أن أكثر الإماميّة كانوا أخباريين، و لهذا نرى أن شيخ الفقهاء و خاتمة المجتهدين شيخنا الانصارى