إنشائه و نقاء املائه مكسدا لسوق الكتاب و المؤلفين، و الشاهد على ذلك تأليفه «فروق اللغات» الذي ندر نظيره في المؤلفات.
و كذا كانت أشعاره بالعربية، و خطبه في المجاميع الأدبية.
قال ابنه الأوّاه، السيد عبد اللّه في بيان مقامه الأدبي و فصاحته، و كلامه العربي و بلاغته، ما لفظه:
«و أمّا الأدب، فهو نادرة عصره، و رواق قصره، و نطاق خصره و أمير مصره بل سناد ظهره، و وحيد دهره، تنثال [1] المعاني على ذهنه، و تنهار و توارد الإسجاع الى لفظه، توارد الفراش الى النّار، ان خطب انقطع خطيب خوارزم [2]
[2] هو من علماء العامة، و هو أبو المؤيّد موفق بن أحمد الخوارزمي، فقيه محدّث خطيب شاعر، له كتاب في مناقب أهل البيت (عليهم السلام)، قال في آخر الكتاب:
هل أبصرت عيناك في الحراب * * * كأبي تراب من فتى في محراب
للّه درّ أبي تراب انّه * * * أسد الحراب، و زينة المحراب
هو ضارب و سيوفه كثواقب * * * هو مطعم، و جفانه كجواب
هو قاصم الأصلاب غير مدافع * * * يوم الهياج و قاسم الأسلاب
ان النبي مدينة لعلومه * * * و علي الهادي لها كالباب
لو لا على ما اهتدى في مشكل * * * عمر الاصابة و الهدى لصواب
توفي سنة (568) و «خوارزم»: اسم لناحية، احدى قراها «الزمخشر» و هو مركب من «خوار» بمعنى اللحم بلغة الخوارزمية، و «رزم» بمعنى الحطب، و سمي بذلك لأنّ أهله في أول ما سكنوا فيه، كانوا يصيدون السمك، و يشوون بالحطب الذي كان عندهم، فسمي ب«خواررزم» فخفّف و قيل: «خوارزم» (الكنى و الألقاب ج 2/ 12)