التصنيف و التأليف، كالسيد الجزائري نفسه، و الأفندي صاحب رياض العلماء، و السيد الأمير محمد صالح الخاتونآبادى، و ميرزا عبد اللّه الاصبهاني و غيرهم من فحول العلماء و جهابذة الفضلاء، حتى قيل انه كان يحضر في مجلس درسه ألف نفر أو أكثر، و أنّى كان هذا المجال للسيد الجزائرى؟ بل كان غالبا في بلاد خالية عن العلم و أهله و كان يتأذى من هذه الناحية، و متكدر الخاطر من هذه الجهة، كما قال في «الأنوار النعمانية» في عدّ مصائبه:
« (السادس) و هو الدّاء العضال و الذى غضّ علينا العيش، و كدّر الصافي منه مع أنه لا يوجد، و هو أنه ابتلينا بالتوطن في بلاد ليس فيها مجتهد و لا مفت حتى نحيل الناس عليه، و اذا سألوا منّا ما يحتاجون اليه في أمور عباداتهم و معاملاتهم فربما أشكل الحال و احتاج المقام الى معاونة الآراء ... و الهمّ الذي ينالنا من هذا أصعب مما تقدم من كل الأمور» [1].
(د) اقتناؤه الكتب اللازمة، و الأصول القديمة التي هى السلاح الأول، و الحجر الأساسي في فن التأليف و التصنيف، و لكنّ السيد (رح) كان محروما عنه أيضا كما قال في الأنوار [2].
(ه) تحصيلات العلامة المجلسي كانت في وطنه (اصفهان) مع وجود جميع ما يسكن الخاطر، و يجعله العاطر، حينما كان السيد بعيدا عن الوطن، مبتلى بالغربه و الفتن، كما مر مرارا، و حررناه كرارا، مع هذا كله فقد ألف و أكثر، و صنف و زبر، من الكتب التى فيها علم و خبر، و حكمة و عبر، سنشرحها لكم منها مقدار ما عثرنا عليه.
انّنا قد أشرنا سابقا الى مؤلفاته في طيّ خطبتنا الابتدائية، و لنذكرها هاهنا بالتفصيل مرتبة بحروف الهجاء.