قال: ابعثوا انتم إليهم فأما أنا فلا (1) و لا تعلموهم (2) لما دعوتموهم إليه، و لتكونوا في بيوتكم، فلما جاءوا اقعدونا في البستان و اصطف عمومته و اخوته و أخواته و أخذوا الرضا (عليه السلام) و ألبسوه جبة من صوف و قلنسوة منها و وضعوا على عنقه مسحاة و قالوا (3) له: ادخل البستان كأنك تعمل فيه (4)
ثم جاءوا (5) بأبي جعفر (عليه السلام) فقالوا (6): ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقالوا (7) ليس له هاهنا اب، و لكن هذا عم، أبيه و هذا عمه، و هذه عمته
(1) أي فلا أبعث الى القافة، لأني لست شاكا في بنوة ولدي محمد الجواد حتى أبعث خلف القافة فعليكم أن تذهبوا الى القافة و تأتوا بهم لكشف الحال و حقيقة المآل.
بالإضافة الى أن مقام الامامة الذي هو منصب إلهي رباني مقام شامخ رفيع لا يناله إلا من تناله العناية الإلهية فلا يتناسب و ارساله إليهم، حيث له المرجعية العليا، و الزعامة الدينية الكبرى في حل القضايا و فصلها.
فكيف يرسل الى هؤلاء القافة لحل موضوع تافه أثاره عليه اخوته و عمومته، حسدا منهم عليه.
و من الطبيعي عدم سلامة الانسان من هذه الصفة الرذيلة مهما بلغت صفته كما ورد النص بذلك في قوله (صلى اللّه عليه و آله): رفع عن امتي تسعة أشياء: النسيان، و ما لا يعلمون، و الحسد. الى آخر الحديث.
(2) من باب الإفعال بصيغة المضارع المعلوم بمعنى الاعلام.
(3) أي اخوة الامام و عمه و أخواته.
(4) أي كأنك فلاح تعمل في البستان عمل الفلاحين حتى لا يظهر عليك أنك من ذوي العلاقة بالموضوع.
(5) أي اخوة الامام و عمه و أخواته.
(6) أي اخوة الامام و عمه و أخواته قالوا للقافة.
(7) أي القافة قالوا جوابا لاخوة الامام الرضا (عليه السلام) و عمه و أخواته