ثم ان ذكر الشخص قد يتضح كونها غيبة و قد يخفى (1) على النفس لحب، أو بغض فيرى انه لم يغتب و قد وقع في اعظمها، و من ذلك (2) ان الانسان قد يغتم بسبب ما يبتلي به اخوه في الدين لأجل أمر (3) يرجع الى نقص في فعله، أو رأيه فيذكره المغتم في مقام التأسف عليه بما يكره (4) ظهوره للغير، مع أنه (5) كان يمكنه بيان حاله للغير على وجه لا يذكر اسمه، ليكون قد احرز ثواب الاغتمام على ما أصاب المؤمن، لكن الشيطان
(1) اي يخفى على المستغيب أن ما يقوله في حق الآخر غيبة و الحال أنه قد وقع في غيبة عظيمة من حيث لا يشعر.
و منشأ هذا الخفاء اما الحب كما يمدح انسان شخصا بأوصاف ظنا منه أن هذه فضائل و الحال هي مثالب و مساوي.
و إما البغض كما يذكر له أمورا معتقدا أنها ليست غيبة في حقه لكثرة بغضه له.
(2) أي و من موارد خفاء الغيبة على الانسان.
(3) اي لأجل سبب و هذا السبب اما راجع الى فعل من أفعاله كأن يقول شخص في حق آخر: ساعد اللّه فلانا لا يعرف كيفية المعاشرة مع الناس، أو المعاملة.
و إما راجع الى عقله كأن يقول في حق الآخر: ساعد اللّه فلانا لا يعرف طرق الخلاص من البليات، و لا يتدبر في عواقبها و النجات منها لأن فكره لا يصل الى ذلك فمثل هذا النوع من الذكر يعد غيبة و ان كان الذاكر في مقام التأسف و التأثر.
(4) اي المغتاب بالفتح يكره ظهور مثل هذه الامور.
(5) اي مع أن المغتاب بالكسر كان بوسعه أن يذكر الغير بالامور المذكورة عند الآخر من دون أن يأتي باسمه.