و لا تزال احدى المدن العلمية و قد أنجبت علماء أفاضل فغادر قريته فحل في (تبريز) فتتلمذ على يد علامتها الشهير (الميرزا أحمد امام الجمعة) و ولده (الميرزا لطف علي): السطوح فأكملها و أتقنها حتى بلغ مرتبة سامية، و درجة عالية رفيعة فيهما فعد من الأفاضل يشار إليه بالبنان.
ثم عزم على مغادرة (ايران) قاصدا (العتبات المقدسة) فجاء و حل في (كربلاء) يوم أن كانت مكتظة بالفطاحل و النوابغ فتتلمذ على الأعلام (كالأستاذ شريف العلماء المازندراني، و السيد ابراهيم القزويني صاحب الضوابط، و الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب الفصول) فاستفاد من بحوثهم حتى ظهرت فيه مقدرته العلمية.
ثم توجه نحو (النجف الأشرف) للاستفادة من معهد العلمين الفقيهين (الشيخ علي كاشف الغطاء، و الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر) فحضر بحثهما فاختص (بشيخنا الأعظم الأنصاري)، و صار من حواريه بعد أن كانت حوزه درسه حافلة بالأفاضل الأعلام، فلازمه ملازمة الظل فكانت جل استفاداته منه، فأصبح من مبرزي تلامذته يشار إليه بالبنان.
و (لسيدنا المترحم) موقف مشرف مع (الشيخ الأعظم) تنبئ عن علو نفسه، و سمو خلقه، و طهارة ضميره.
و خلاصة الموقف: أن (السيد المترجم) كان له بحث في (الجامع الهندي) مشتملا على الأفاضل الأعلام.
و كان (لشيخنا الأعظم) معهد درس في نفس المكان. فسأل (السيد المترجم) يوما عن تلامذته: من هذا الباحث؟
فقيل له: (الشيخ مرتضى الأنصاري) فاصغى الى بحثه و مقالته فوجده ذا تحقيقات عميقة، و مطالب دقيقة فطوى الكتاب و قال لتلامذته:
تعالوا معي نحضر بحث هذا الشيخ فذهب نحو محفل درسه و جلس، فلما