و أما في كلام العرب فكل رجال أو خيل بفرسانها إذا صاروا قطعة فهم عصبة، و كذلك العِصابة من الناس و الطير. قال النابغة: [1]
إذا ما التقى الجمعان حلق فوقهم * * * عَصائب طير تهتدي بعصائب
و اعْصَوْصَبَ القوم: صاروا عصابة. قال: [2]
يَعْصَوصب الحشر إذا اقتدى بها
أي: يجتمع. و اعْصَوْصَبَ القوم إذا جدوا في السير، و اشتقاقه من اليوم العَصِيب، أي: الشديد. و أمر عَصِيب، أي: شديد. قال العجاج:
و مبرك الجائل حيث اعصوصبا
أي: تفرقت عُصَبا. و قال: [3]
يعصوصب السفر إذا علاها * * * رهبتهم أو ينزلوا ذراها
يعصوصب السفر، أي: يجدون في السير حين رهبوا تلك المفازة. و اعصوصب السفر، أي اشتد. و يوم عَصَبْصَبُ بوزن فعلعل بناء مردف بحرفين، قال: [4]
............ * * * أذقتهم يوما عبوسا عصبصبا
و العَصْب: أن يشد أنثيا الدابة حتى تسقطا. عصبته و هو معصوب. و العِصابة: ما يشد به الرأس من الصداع. و ما شددت به غير الرأس فهو عِصاب،
[1] ديوانه ص 6 و الرواية فيه:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ....
[2] لم يقع لنا اسم القائل و لا القول.
[3] لم نهتد إلى القائل، و لم نجد القول فيما اعتمدنا من مراجع.
[4] لم نهتد إلى القائل و لا إلى القول.